سعد الدوسري
أما فيما يتعلَّق بغرق الأنفاق والشوارع، وبالخسائر في الممتلكات والمركبات، جراء الأمطار الموسمية، فنحن معتادون عليها، اعتياداً قسرياً. وكلَّ عام، نأمل أن تبدأ بعد نهاية المواسم الممطرة، حملات مكثّفة للحلول، تشارك فيها وزارة النقل مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً. لذلك، توقفنا عن الأمل، وصرنا نفكر في مسألة أخرى، تتعلَّق فيما بعد الأمطار، في البحيرات الناشئة جراء هطول كل تلك الكميات من السيول.
إنَّ أول ما يقلق المواطنين والمقيمين، هو الأمراض المحتملة، جراء التلوث البيئي الذي تسببه مياه الأمطار الراكدة، والتي لا تحظى بخطط عاجلة من الجهات المعنية؛ يعني «شين وقواية عين»، أعدموا الشوارع والأحياء، بسلبياتهم في مجال التصريف، ثم لا يتحركون لعلاج النتائج. وسيضطر الأهالي إلى التعامل مع هذه النتائج لفترات طويلة، ولعل أهمها الروائح وتجمعات الحشرات والبعوض وتشققات الأسفلت وانهيارات الطرق والجسور.
هل ستكون هذه السنة مختلفة؟!
هل سنشاهد حراكاً مؤسساتياً مختلفاً هذه المرة؟!
في الرياض العاصمة، يستحق السكان تكريماً خاصاً، نظراً للتعاون الذي يبدونه في تحمّل عناء تحويلات الطرق والازدحامات المتزايدة في كل الشوارع، وينبغي أن يتم وضع خطط عاجلة للقضاء على البحيرات في أسرع وقت ممكن، وذلك تقديراً لهم على صبرهم وسعة صدرهم وتفهمهم. ينبغي ألاّ نزيد همومهم هموماً، بالمعاناة من مخلفات الأمطار. وطرح هذا الأمر يجب ألا يبدو وكأنه مطلب، إنه واجب يجب أن يؤديه المسؤول، وإلا فليغادر.