د.عبدالعزيز العمر
* حتى في زمن الحرب تحرص الدول المتقدمة على عدم توقف عجلة التعليم، فالتعليم هو دائماً حق إنساني لكل فرد كما تنص على ذلك الدساتير الدولية، ففي حين تتحول المدارس في الشرق أثناء زمن الحرب إلى ثكنات عسكرية ومقرات استخباراتية، نجد الأوربيين في المقابل يعملون اليوم على توفير التعليم لسبعين ألف طفل سوري لاجئ من خلال استخدام الهاتف الجوال.
* قبل سنوات قليلة أشارت إحدى الدراسات البحثية إلى أنّ نسبة عدد الطلاب السعوديين الحاصلين على تقدير (ممتاز) من خريجي الثانوية العامة تضاعف ثلاث عشرة مرة خلال ثلاث سنوات، إنها نتيجة صادمة بدون شك. خذ نتيجة صادمة أخرى، أشارت إحدى الرسائل العلمية بقسم الإدارة التعليمية بجامعة الملك سعود، إلى أن نسبة المعلمين السعوديين الحاصلين على تقدير أداء وظيفي (ممتاز) تجاوزت خمسة وتسعين في المائة، ما شاء الله لدينا أفضل طلاب وأفضل معلمين!!، ربما تكون مثل هذه النتائج الخادعة بمثابة طرف الخيط الذي سيقود إلى تشخيص علل تعليمنا.
* بدأ وعيي الشخصي بالحوادث المدرسية المميتة للطلاب بحادثة وقعت في جلاجل قبل أربعين سنة، وذلك عندما سقط مبنى مدرسي على رؤوس طالبات مدرسة ابتدائية، ثم توالت علينا هذه الحوادث المدرسية، فهذا طالب مات بصعقه كهربائية من برادة ماء (الجوف)، وهذا طالب سقط عليه باب المدرسة فقتله (الدمام)، وهذا طالب دهسته حافلة مدرسية فمات (الرياض)، وهؤلاء طالبات متن في المدرسة حرقا (مكة)، وهذا طالب دهسته سيارة داخل مدرسته .. السؤال الكبير الآن هو: هل تعليمهم أهم من حياتهم؟ نريد أن نطمئن على أبنائنا عندما نوصلهم للمدرسة.