سعد الدوسري
غرّد وزير التعليم، الدكتور عزام الدخيل، الأسبوع الماضي بما يلي:
سنجعل خشبة المسرح المدرسي منصةً لبناء جيل طلابي مبدع ومتوازن، ولإيصال رسائل إيجابية وهادفة للمجتمع.
ورددت عليه بتغريدة:
سيكون المسرح المدرسي بلا روح، إذا ظلَّ أداةً لأصحاب الخطاب التلقيني، البعيدين كل البعد عن فهم المسرح.
ولقد سألني الكثيرون:
- من هم أصحاب الخطاب التلقيني الذين تقصدهم؟!
هذا السؤال، هو سؤال المسرح المدرسي، منذ بدايات التعليم.
وأذكر حين كنا أطفالاً، وفي حفل ختام الأنشطة الطلابية، طُلبَ منا أن ننشد كلمات ترحيبية بوزير المعارف: «وزير المعارف أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بمقدمكم».
ويبدو أن وزير المعارف آنذاك، حسن آل الشيخ رحمه الله، كان مشغولاً، فأناب الوكيل.
وهذا يعني تغيير نشيدنا: «وكيل المعارف أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بمقدمكم».
وانشغل هو الآخر، فأناب مدير التعليم بمنطقة الرياض: «مدير المعارف أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بمقدمكم».
وللأمانة، فلقد فاض بنا الكيل، نحن الأطفال الصغار، من التدريب على التغييرات، فظهر النشيد في الحفل الختامي، مضحكاً، إذ كان كل طفل يقول ما تسعفه الذاكرة به، وزيراً أو وكيلاً أو مديراً.
أروي هذه القصة، لأوضح أن التلقين هو أساس النشاط المنبري في مؤسستنا التعليمية، منذ تأسست عام 1373هـ، وحتى اليوم، دون أن تكون هناك مبادرات للقفز على هذا الواقع.
لن نخجل من التاريخ، فهناك أمم أسوأ منا بكثير في مجال التلقين، المهم ألا نواصل مسارنا على نفس الوتيرة، وأن نؤسس لمبادرات حقيقية، وليست شكلية، تتعامل مع هذا الواقع بوعي، وتضع تصورات جادة لتغييره.
* غداً، أكمل.