ناهد باشطح
فاصلة:
((كل غلطة لا يعاقب عليها القانون تولد ذرية من الأغلاط))
-حكمة عالمية-
عاد الحديث عن الخوف من المسلمين والتحامل ضدهم إلى أوروبا بقوة بعد أحداث تفجيرات باريس الأخيرة، وقد كانت الإسلاموفوبيا بدأت تظهر على السطح بقوة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمر في أمريكا بعد أن كان المصطلح نادرا في تعاطيه منذ استخدامه عام 1976، بعد الاستخدام الأول له من قبل الكاتب الفرنسي «ماليه إيميل» في مقالة له بعنوان «ثقافة ووحشية» عام 1994.
المؤلم أن معدل الرهاب الإسلامي «الإسلاموفوبيا» ارتفع إلى 300% في بريطانيا بعد حادثة إرهاب باريس وان صحيفة الصنداي تايمز أعلنت أن هناك 164 حالة رصدتها الشرطة تصنف على أنها تجاوز ضد مسلمين وقعت خلال أسبوعين من الحادث في باريس.
وفي فرنسا نفسها ارتفع معدل الإسلاموفوبيا الى 23.5% -وهي التي تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا -لتتضاعف جهود المسلمين في محاولة إبراز تسامح الإسلام.
ولا تعتبر الإحصاءات صحيحة حيث يتحفظ عدد من المسلمين عن التبليغ للشرطة في أوروبا عن المضايقات العنصرية التي يتعرضون لها.
وحيث تنشط المنظمات الإسلامية للتعريف بالإسلام الصحيح في ظل تشدد بعض الحكومات من توسع أنشطتها يظل علينا كأفراد مسلمين أن ننشط في مجال الدفاع عن ديننا بأفضل من سلوكيات عنصرية أو خلط للأفكار بأن ما يعانيه الغرب من صنع يده.
العمليات الإرهابية لا تنتمي بأي حال إلى أي دين والإسلام برئ منها وهناك جاليات مسلمة تتحول إلى ضحايا من خلال ما تتعرض إليه من مضايقات في حياتهم في الغرب و يصل الأمر إلى تعنيفهم.
بينما نحن آمنون في أوطاننا ويتحدث بعضنا عن الذوذ عن الإسلام بينما هو يعلن استشفائه بضحايا التفجيرات في الغرب وهو ما يشكل عبء على صورة الإسلام حيث يتسطح بعض المسلمين بأفكارهم دون إدراك لخطورة نتائج الإرهاب على المسلمين وعلى الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه.
وحتى يصلون هؤلاء إلى فهم وإدراك معنى الإنسانية ربما يدفع الأبرياء ثمنا للارهاب المسستتر في العقول الضيقة.