فهد بن جليد
يجب أن لا نغفل أن المرأة واجهت بالفعل بعض الصعوبات في الانتخابات البلدية التي سيتم حسمها يوم السبت المقبل، وبالمقابل يجب أيضاً أن لا نضخم من هذه العقبات الطبيعية والتي تحدث في مختلف الدوائر الانتخابية في العالم، فكثير من النساء المشاركات في الانتخابات يعتقدن أنه يجب أن لا يتم إفساد فرحتهن بهذا المُنجز الوطني الكبير، والاستحقاق الذي حصلت عليه المرأة السعودية، بالنظر إلى بعض العقبات الطبيعية كونها (النسخة الأولى) لمشاركة المرأة!.
أحد مراسلي وكالات الأنباء العالمية سألني (كيف ستصل المرأة إلى مركز الاقتراع وهي لا تقود السيارة)؟ فقلت له هذه ليست عقبة، فالمرأة تقوم بالكثير من الرحلات اليومية داخل المدينة، فهي تذهب إلى السوق أو مقر عملها بطرق متعددة، إما عن طريق سائقها الخاص، أو عن طريق سيارة أجرة، أو عن طريق سيارة نقل خاصة بالعمل، بعد يومين عرفت أن جمعيات نسائية سعودية تعاقدت مع شركات (ليموزين خاصة) لنقل الراغبين والراغبات في المشاركة مجاناً من المنزل إلى مقر المركز الانتخابي والعكس!.
جمعية النهضة النسائية قادت هذه الفكرة بذكاء، للتحفيز على المشاركة في يوم الاقتراع الانتخابي، كنت أتمنى أن الجهة المشرفة والمنظمة للانتخابات استفادت من هذا الفكر الترويجي أيام قيد الناخبين، بتقديم حوافز للمشاركة!.
التحفيز على المشاركة يذكرنا بمكان يحدث في الولايات المتحدة سابقاً، فكل استبيان يتم إرساله عبر البريد كان يتم إرفاق (طابع مجاني) معه، أو وضع (دولاراً واحداً) في المظروف الخاص، ليكون مُحفزاً على المشاركة، وإعادة الإرسال دون تكبد خسائر مادية للمشارك!.
نحن اليوم ننتظر من المواطنين والمواطنات المشاركة في الانتخابات البلدية، وهم أصلاً يرون أن المجالس البلدية غير فاعلة في دوراتها السابقة، وكانت مجالس شرفية لم تخدمهم في مناطقهم، ولم تقدم لهم أي شيء، بل إن المواطن والمواطنة يتكبدان عناء التسجيل والمشاركة - دون أي محفزات - لبطاقة ناخب، فلا تخفيضات في وسائل النقل مثل الخطوط وغيرها، ولا مكافآت أو جوائز سحب كمشاركة وطنية من القطاع الخاص، ولا جوائز تحفيزية وتشجيعية حتى من البلدية نفسها بعد انتهاء الانتخابات، ولو بالسحب عن طريق الكمبيوتر لاختيار أسرة مشاركة، وتقديم رحلة مجانية لها، أو جوائز كما في العنوان أعلاه ؟!.
الفكر الانتخابي جديد علينا، و الوعي بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الوطني الكبير، يلزمه حملات تشجيعية لإدارة هذا الملف بعقلية شابة ترويجية، بعيداً عن الإدارة الحكومية التقليدية !.
وعلى دروب الخير نلتقي.