فهد بن جليد
ذات يوم كان مبنى مدرسة (ستو البريطانية) آيلاً للسقوط، فهو أشبه بالخرابة - غير الصالحة - لقدوم مئات الطلاب كل صباح، لأنه ببساطه بني منذ العام 1923م، ولكنه اليوم ينافس للحصول على جائزة أفضل مبنى مدرسي في العالم، حيث تم تطويره ليصبح (واحة تعليم) نموذجية، يزورها الخبراء من كل أنحاء العالم!.
يخطئ من يعتقد أنّ المال هو من يصنع البيئة التربوية، فالمباني المدرسية لا تحتاج إلى المال بقدر ما تحتاج إلى العقول النيّرة، التي توظّف هذا المال، وتشغله لخدمة البيئة التعليمية وليس العكس، لا تخبرني كم صرفت وزارة التعليم من ميزانياتها على المباني المدرسية، يكفيني أن تصف لي المباني التي يتعلم فيها أولادنا الآن، حتى أخبرك هل نحن نسير في الطريق الصحيح أم لا؟!.
عندما تم منح المعلمة الأمريكية (نانسي أتويل) جائرة (المعلم العالمي) والتي فازت بها مؤخراً من بين أكثر من (خمسة آلاف) معلم ومعلمة على مستوى العالم، أكدت في أول كلمه لها: أنّ «الأطفال يواجهون مخاطر مُتزايدة بسبب اختبارهم بدلاً من تعليمهم»، فإذا أردنا بناء (جيل واعٍ) علينا تحويل حجرة الدراسة إلى مكان (للحكمة والبهجة) بدلاً من القلق والخشية والفشل!.
هذه (روشتة تربوية) مجانية، تقدمها هذه المرأة الخبيرة، لتؤكد مُجدداً أنّ البيئة المدرسية يمثلها ثالوث تربوي هو (المبنى والمعلم والمنهج) لرفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب صغار السن، للأسف هذه الوصفة لا يمكن تطبيقها محلياً، ليس في السعودية فحسب، بل حتى في منطقة الخليج بسبب الصعوبات التنموية التعليمية، وأعني هنا (المباني المدرسية) التي تم بناؤها وفق معايير معظم وزارات التربية والتعليم في بلداننا، التي تعتبر المدرسة مجرد (حجرات فوق حجرات)!.
من ينظر إلى المباني المدرسية العالمية التي تتنافس للحصول على لقب (أفضل مدرسة)، سيشعر أننا نذهب بأبنائنا بعيداً عن فكر التعليم التربوي الصحيح، نظراً لعدم اكتمال ثالوث التربية (المبنى والمعلم والمنهج)، لعلِّي بدأت بالمبنى كونه (القدوة) لكل ما يتبعه!.
تغيب الحكمة والبهجة عن طلابنا في (حُجر) المباني الحكومية، فكيف هو حال طلاب (مقلط ومجالس) المباني المستأجرة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.