إبراهيم السماعيل
إن تصريح الخارجية الروسية في 12 - 12 - 2015 حول مؤتمر المعارضة السورية في الرياض الذي ادّعت فيه (بأنه لم يشمل كل أطراف المعارضة السورية!!).
لم يكن هذا التصريح كاذبًا ووقحًا فقط، بل مثيرًا للسخرية، فلم يبقَ أمام الروس لإكمال مسلسل الكذب والخداع سوى أن يطالبوا علنًا بحضور ممثلين لأجهزة المخابرات الأسدية المختلفة باعتبار أنهم من أطراف المعارضة السورية بل وبحضور ممثلين عن الحرس الثوري الإيراني وأذنابهم من الأقليات ولا بأس من حضور ممثلين عن داعش وربما ممثلين عن المخابرات الروسية!! إنه فعلاً زمن انقلاب المفاهيم وسيادة الباطل، لكن إلى حين.
كل هذا الدجل والخداع والكذب فقط لأن مؤتمر الرياض لم يجرِ تفجيره من داخله كما كان يشتهي الروس ودميتهم الأسد، لذلك سارع رئيس العصابة الأسدية برفض التفاوض مع من يمثلون أطياف الشعب السوري تمثيلاً حقيقيًا بما فيهم بعض العلويين بل ووصفهم بالمجموعات الإرهابية المسلحة والإرهاب المسلح في الحقيقة لا ينطبق إلا عليه وعلى حلفائه الروس والفرس وأذنابهم في المنطقة.
إن العصابة الأسدية المجرمة وكل حلفائها لم تكتفِ بترهيب الشعب السوري وتهجيره بطريقةٍ طائفية وإبادته بوحشية بل إن ما يسمى بمعارضة الداخل التي يتفاخر بوجودها الأسد (وهي معارضة شكلية على كل حال ومفصلة على قياس هذه العصابة) لم تسلم أيضًا من ترهيب هذه العصابة الفاجرة فبعد توقيع اتفاق مؤتمر الرياض من جميع أطراف المعارضة بما فيهم معارضة الداخل لم تتجرأ هذه المعارضة على العودة لدمشق من دون ضمانات روسية لذلك سعت هذه المعارضة إلى الاتصال بالسفير الروسي في الرياض للطلب منه أن تضمن روسيا سلامتهم الشخصية حتى يتمكنوا من العودة لدمشق.
فإذا كان هذا هو حال المعارضة المدجّنة والمفصلة على قياس هذه العصابة التي تخدمها أكثر بكثير من خدمتها للشعب السوري فكيف يكون حال ومصير باقي أطياف المعارضة السورية والذين من المفترض أن يتحاوروا مع هذه العصابة لإيجاد مخرج سلمي للكارثة السورية؟!
إن إحدى أهم شيم هذه العصابة الفاجرة هي الغدر ونقض العهود وكل من يجادل في جدوى قضية الحوار لإيجاد حلول سياسية مع هذه العصابة وحلفائها الروس والفرس وأذنابهم من الأقليات هو واهم، فهؤلاء لم يعرفوا ولن يعرفوا غير لغة القوة حالهم في ذلك حال بقية عملاء الفرس في اليمن والعراق وفي كل مكان، وعليه لا حلول ولا مخارج سياسية إلا بعد هزيمة المشروع الفارسي في المنطقة مهما ارتفعت الأثمان ومهما بلغ مستوى التواطؤ والتآمر الغربي مع هذا المشروع الخبيث وعملائه من الأقليات، أن هذه العصابات لن تُسلم ما أخذته بالقوة إلا بمثلها.
فكفاكم خداعًا وأوهامًا بمؤتمرات سلام وتآمر لن تؤدي كلها في نهاية الأمر إلا إلى خدمة هذا المشروع الفارسي الحاقد وإطالة مدة بقاء كل هذه العصابات الطائفية المجرمة التي لولا تآمركم وتواطؤكم معها لما كان باستطاعتها الصمود أمام رغبة الشعوب العربية في الحرية والكرامة كل هذه السنين.