د. خيرية السقاف
هؤلاء الأبطال في الجنوب، من يحمون الحدود..
يواجهون بنخوة الجيرة تطهير اليمن، بأريحية الأخوة يلاقون الموتَ شهادة،
وكلهم حمية، وبطولة، وفداء..
هؤلاء مذ أول شهيد في هذه الحرب، وحتى آخرهما شهيدي الميدان قائد القوات الخاصة السعودي العقيد ركن عبد الله السهيان الخالدي، والضابط الإماراتي العقيد ركن سلطان هويدن الكتبي، وهم وقفوا، ويقفون وقفة رجل واحد لا يبالون بأرواحهم، ولا بدمائهم، إنما هم نماذج تحتذى في البطولة، وفي الوطنية..
لا شك أن كل القلوب تحبهم،
وكل الألسنة تلهج دعاء لهم،
وكل البيوت بيوتهم، تقام فيها مراسم الفخر بشهادتهم، والعزاء لفقدهم،..، والثقة في بطولتهم وثباتهم.
ولأنها مرحلة تعبر بالجيل بأحداثها، وتسجل في التاريخ بمواقفها، وبأدوار هذه اللحمة في قوات التحالف من جيوش المنطقة بقيادة هذا الوطن الكبير بمواقفه، النبيل بأدواره، المسؤول بعطائه، الوجيه بقراراته،
فإن جزءا من مناهج التعليم في دول التحالف أحرى أن تتفاعل سريعاً مع هذا الحدث الكبير لتنقل للجيل في مدارسه قصة البطولة، والتلاحم، والتعريف بشهداء الواجب، الوطني والقومي.. وبقيمه.
ولقد حققت مدينة الجوف هذا الهدف، حين عززت هذه الغاية بإشراكها طلبة مدارسها في تشييع شهيد الواجب العقيد ركن السهيان
جعله الله ورفيقه الإماراتي في فردوسه الأعلى، وجميع شهداء قوات التحالف، وحرس الحدود، والحرس الوطني، وقوات الأمن باختلاف رتبهم، ومواقعهم، وأدوارهم ممن استشهدوا،
وعوض ذويهم، وأوطانهم عنهم خيراً، ونصراً..
إن من هذه الحرب بعد عصفها الحازم، وأملها القادم نخرج بكثير من القيم التي لا ينبغي أن تعبر في أخبار، ولا في حوار، ولا في تعقيبات إعلامية، أو مقالات صحفية، أو تقارير سياسية، بل تكون جزءا من درس في صف داخل كل مدرسة يتُطلع إلى أن تعزز فيها قيم الانتماء، وحب الوطن، ولحمة الأخوة، وتعزيز الحريات الوطنية، ولفظ الكره، والضغينة،
وتفنيد نهم الظلم، ورغبة التسيد بلا حق عند النماذج التي تتصدى لها قوات التحالف،
ومن ثم تؤسس لقيم التعاضد، ووحدة الصف، والفداء من أجل الحق، وسلام وسلم الشعوب في أوطانها،
كذلك أدوار هؤلاء الجنود الذين ذهبوا وبقيت أرواحهم تحلق لخلاص المظلومين من جور الظالمين..
رحم الله الشهداء، وحفظ من في الميدان، ووفق من يقود ويوجه.
ولينصر الله اليمن الشقيق، ويحقق لها أمنها، وسلامها.