د. خيرية السقاف
مرت مؤسسة التعليم في مجتمعنا بنقلات عديدة، وتحققت لها اجتهادات مختلفة، في شتى جوانبها، ومختلف أركانها..،
اختلف عليها مسؤولون تتعدد توجهاتهم وقناعاتهم، بل تختلف مناهج أدائهم، وأساليب تنفيذهم..
غير أن الذي لا يختلف عليه، ولا تتعدد فيه المقاصد هو الأسس الاجتماعية المبنية على السياسة العليا للبلاد، وهي التي تتمحور في أن يكون التعليم جاداً في إعداد العناصر البشرية من الدارسين بجنسيهم من حيث تأكيد البنية الدينية، والمعرفية، وتمكين المواهب، والقدرات، وصقل الأفكار، والعناية بالمدارك، واختلاف الفروق الفردية غير المكتسبة بينهم، بحيث ينصب الناتج المكتسب في عروق الوطن، ليكون جسده سليماً، ناهضاً، قويماً، منجزاً يسلك للمعالي، ويجتهد لأعلى مراتب التفوق، والتطور، والتعايش السلمي مع الحياة، ومن فيها من الأحياء،..
ولا يتحقق ذلك إلا بدعم المدرسة الفردَ في هذه المؤسسة لأن يكتشف نفسه، ويعرف قدراته، وينمي مداركه، ويكسب ما يعزز قابليتها للإنتاج في بيئة له فيها ما له، وعليه فيها ما عليه، وذلك في ضوء احترام علاقات التعايش، والانفتاح على أوسع مسارات الحياة، والأحياء بوعي، وخلق، وفهم، وتقبل، ومعرفة، وعلم، وثقافة..!
فمؤسسة التعليم لتواكب هذه الأهداف، ولتكون بيئة خصبة لنمائها، وتنفيذها، تحتاج إلى ما تحتاج إليه من بقية، سواء ما تحتاج إليه من المكان، أو العناصر البشرية بمختلف مواقعهم، وأدوارهم، أومن الخطط، والمناهج، والمكتبات، أو برامج التنفيذ، ومنهجيته، وسائله..
ولأن لكل شيخ طريقة، فإنه يفترض ألا تختلف الطرق في شؤون التعليم الأساس، تلك التي ذكرت..
ولأننا مقبلون على إنجازات جديدة في هذه المؤسسة لوزير جديد.. فإننا سنتطلع لأن تكون هذه المؤسسة الكبرى في عهده على قدم عمل، وساق همة، من أجل أن تصنع العنصر البشري الذي حين يخرج عن أروقة فصولها، يكون مؤهلاً للحياة، قادراً على العطاء، متمكناً من الأسس، واعياً بما اكتسب، ممثلاً للأهداف، مستديماً في مكتسباته، مطوراً لها، منجزاً، بمعنى أوسع وأدق: رقماً في قوائم الفاعلين في المجتمع، وفي الحياة.
فالتعليم أولاً، هو الأبواب التي حين تُشرع في مجتمع، فإن الشمس تُشرق، وخيوطٌ أشعتُها تتسرب ناصعةً قويةً إلى العروق، ومن ثم يتوقد جسدُ الوطن حيوية، وسعادة..
نتطلع إلى يكون الحديث عن هذه المؤسسة لا تنظيرات، ولا جمل، ولا جميل عبارات، بل إن تنطق هي ذاتها هذه المؤسسة التعليمية بما تعمل، ويكون عملها لافتاً، محققاً لوجودها قويةً فاعلةً.
وفق الله وزيرها الجديد د. أحمد العيسى، ورزقه البطانة الصالحة، وأعانه بكل من يعمل فيها، ومكنهم جميعهم بتوفيقه تعالى للإنجاز الفاعل، والقفز بعيداً عن العثرات..!.. اللهم آمين.