علي الخزيم
أُصيبت الطفلة الصغيرة التي تتلقى بدايات التعليم بمرحلة (التمهيدي) بخيبات متتالية إثر مناقشة والدتها لها بعد ان تتصفح ملاحظات من تُسمّى بالمدرسة (معلمة)؛ حيث إن جُل الملاحظات تُفيد بأن أداء الطفلة سيئ أو غير جيد، وتحتار الام بين ما تسمعه وتشاهده من مَلَكات ابنتها واجادتها لكتابة الحروف والأرقام والكلمات وحسن حفظها للمقطوعات الإنشادية والقرآن الكريم، اذاً ماذا تريد أو تقصد هذه المعلمة؟ وبالتواصل مع المدرسة اتضح ان من كان يُظَنّ انها معلمة؛ خريجة ثانوية او ببدايتها الجامعية وتستعين بها قريبتها صاحبة المدرسة واخريات غيرها كمعلمات للصغيرات مؤقتاً.
ولا أعرف مدى إقرار النظام لهذا الاجراء، قد يكون مقبولاً، لكني لن أجيزه لو كنت مسئولاً، لأن العناية بهذه البراعم تتطلب قدرات وخبرات مؤهلة تدرك أهمية بناء عقل الطفل وصياغة أفكاره لمستقبل علمي أفضل، لم تنته القصة فقد تواصلت الام مع (المعلمة طالبة الجامعة) وبالحوار تبيّن انها تهتم (قبل كل شيء) بحفلات تكريم الطالبات وما يُسمّى باليوم المفتوح ويوم الام الزائرة، وهذه المناسبات عامرة بأصناف الكعك و(القاتوه)، والوان الحُلْوَيَات.
ومع دخول الشتاء اخذت الأمهات بتعديل القائمة الى الحنيني والمعجنات والاخباز الشعبية المحببة الجالبة للدفء، كيف اكتشفت الام ان المعلمة الطالبة تعشق التهام الحُلْويات وما تيسّر من (المراصيع واللقيمات والسمبوسة)؟ عرفته من رسائلها التي ترسلها مع الطفلة الى الام تحثّها على تحديد يوم لزيارة المدرسة او يوم لتكريم الطالبة الصغيرة (رغم وصفها لها سابقاً بانها غير جيدة)، غير ان للمأكولات جاذبية ونكهة لا تقاوم، اذ انها تكتب بالرسالة بعد الترحيب والاقتراحات، بان عدد المعلمات 20 يضاف لهن اعداد من زميلات الطفلة بالصف، ثم عدد إضافي للعاملات بالمدرسة طلباً للأجر، فهن مسكينات لا يجب كسر خاطرهن بالتهام كل هذه المائدة العامرة التي ستحضرها والدة الطفلة امامهن، ثم ان العين حق والاحتياط واجب، وللتذكير فانه يُطلب من أمّهَات الطالبات الالتزام بإحضار كافة مستلزمات تكريم اطفالهن، أي ان المدرسة وادارتها والعاملات يتكفلن ويتعهدن فقط بالهجوم على طاولة واواني المأكولات، مع الالتزام بالقضاء عليها تماماً، احتراماً للنعمة وعدم بقاء أي شيء يُرْمى بالنفايات فهذا حرام، اما ان تشارك المدرسة بالتكاليف فهذا (امر فيه نظر).
هذا انموذج لا مبالغة فيه عن مجريات تعامل (بعض) المدارس الاهلية وليس كلها، مما يُرهق أولياء الأمور بتبعات لا داعي لها من زيادة بالمصاريف التي لا طائل منها تعليمياً وتربوياً، او انه يمكن اختصارها بمراسم رمزية تُفرح الصغار وترفع من معنوياتهم وتحثهم على المثابرة والاقبال الجيد على التعلم، ولا ترهق الكبار بمزيد من التكاليف النقدية و(المطبخية).
هذه القصة الواقعية تبدو اهون اثراً من قصة واقعية أخرى؛ مضمونها ان طلاباً بإحدى الابتدائيات أرادوا تكريم معلم (الرياضة) الذي تعرض لكسر بسيط اثناء التدريبات، وذلك بإحضار كعكة ودعوة المعلم اثناء الفسحة، عَلِمَ مدير المدرسة بالاحتفالية فأنّبهم واختطف الكيكة ونادى ابنيه الطالبين لمكتبه (وقُضِيَ الأمر).