سلطان بن محمد المالك
تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية، ومع تزايد الاهتمام بصناعة المؤتمرات والندوات من قِبل العديد من منشآت القطاعَيْن العام والخاص، التي تعقد في مملكتنا الحبيبة، فإن هناك ملاحظة مهمة جداً، بدأت تظهر بشكل جلي، ويلحظها كل من يشارك بحضور بعض المؤتمرات والندوات، وخصوصاً تلك المرتبطة ببيئة الأعمال والاقتصاد، وهي إغفال وتجاهل استخدام اللغة العربية (لغة القرآن الكريم) في الكلمات الافتتاحية والعروض المرئية، واستبدال اللغة الإنجليزية بها.
والمزعج أن من يقوم بذلك هم من أبناء الوطن. وفي ذلك التصرف (تنكُّر) للغتنا العربية التي يسعى العديد من غير المتحدثين بها إلى تعلُّمها.
ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو غيرتي على لغتي العربية التي أعتزُّ بها، وملاحظتي تلك من خلال حضوري العديد من المؤتمرات المحلية، لعل أقربها ما شاهدته وسمعته شخصياً خلال هذا الشهر في أكثر من ملتقى، عُقدت مؤخراً في المملكة. ولكي أكون أكثر وضوحاً: في المؤتمر السعودي للتسويق، وفي مؤتمر عرب نت، اللذين عُقدا في الرياض، وحققا نجاحاً كبيراً من حيث الإعداد والتنظيم والحضور.
وحدث في هذه المؤتمرات أن وُجِّهت الدعوة لبعض المتحدثين الأجانب للمشاركة في تقديم أوراق عمل لإثراء تجاربهم وخبراتهم في موضوع المؤتمر.
وهذا أمر ممتاز لنقل التجربة والمعرفة، ولكن المفاجئ أن يتقدم أحد أبناء الوطن؛ ليقدم عرضاً مرئياً باللغة الإنجليزية، ويطلب من جموع الحاضرين ممن يتحدثون اللغة العربية مع وجود العشرات من الأجانب غير المتحدثين باللغة العربية السماح له تقديراً للضيوف الأجانب الذين حضروا للمملكة بأن يقدم عرضه باللغة الإنجليزية، على الرغم من أنه قد تم توفير ترجمة فورية للمتحدثين بغير العربية!
في تصوري، إن حضور خبراء ومتحدثين أجانب للمؤتمرات، وإلقاءهم المحاضرات، أو مشاركتهم في الحضور فقط، يجب ألا تكون مبرراً لأن نتجاهل لغتنا العربية، ونستبدل اللغة الإنجليزية بها، بل يجب علينا أن نعتز بلغتنا العربية، ونجعلها هي الأساس، وأن نوفر ترجمة فورية للأجانب، وهي المعمول بها في الكثير من المحافل والاجتماعات الدولية الرسمية، بل يجب أن نحرص على أن ندرِّب كبار مسؤولينا في القطاعَيْن العام والخاص على أهمية إتقان لغتنا العربية، والتحدث بها في كل مشاركاتهم، وبالخصوص في المؤتمرات التي تُعقد داخل وطننا الغالي.