ناصر الصِرامي
لم تصلنا الكثير من التفاصيل الرسمية عن برنامج التحول الوطني وورش عمله، التي يقودها ولي ولي العهد رئيس المجلس الاقتصادي والتنموي بالبلاد الأمير محمد بن سلمان.
لكن ما توفر عن ورش العمل والمحاور وبعض النقاشات، يؤكد ما نتحدث عنه باستمرار بأن هناك عملاً جاداً وكبيراً نحو نقلة تنموية واقتصادية شاملة بالبلاد.
نقلة أو تحول وطني جديد، نحو إعادة التأسيس التنموي، بما في ذلك اعادة دراسة ومطالعة وفحص اهداف الخطط التنموية الخمسية، التي اصابها الكثير من الذبول، وغياب التركيز على اهدافها او ما تحقق منها، بل وإعادة الروح في تحول أشمل، بعد أن استنفدت الخطط الخمسية السابقة خياراتها، ونتائجها التي تحققت أو تلك التي أخفقت في تحقيقها.
العناوين الرئيسة المتاحة تؤكد أننا أمام مشروع تحول فعلي، تنموي واقتصادي ومختلف تماما في اهدافه وآلياته، وقياسه عن كل التجارب السابقة، بل يبدو من الواضح ان هناك رغبة عليا في مسابقة الزمن لتحقيق قفزات كبرى في المجالات التنموية، اضافة الى اعادة الهيكلة الاقتصادية، لمنح الاقتصاد الوطني المزيد من الاستقرار في ظل كل الظروف المتوقعة التي تهبط بأسعار النفط، النفط الذي يشكل حتى اليوم مصدر الدخل الاساسي والرئيس لخزينة البلاد.
تنوع مصادر الدخل قصة قديمة، لم يتحقق منها نسبة يعتمد عليها في مواجهة أي تطور قد يجعل اسعار النفط مستقرة عند اسعار القاع، أو حتى اي تطور تقني أو فني آخر، قد يتسبب على المدى المتوسط والطويل في خفض الاعتماد العالمي على البترول كمصدر أساس للطاقة العالمية.
في ورش التحول الوطني، وما اتيح لنا الاطلاع عليه- وبشكل غير رسمي- هناك تنوع أشمل في مشروع أو مبادرة هذا التحول، تصل الى الاهم، حيث التعليم، والتعليم، ثم التعليم، الرافد الاساس لأي مشروع أو خطة وطنية تنموية أو فكرية أو نهضوية، وواضح هذا التركيز في العناوين المتوفرة، ولا أشك الآن ان في التفاصيل الكثير الملفت والمهم.
ثم هناك ما اعلن عنه سابقا، ولا يبتعد أبداً عن هذا السياق، وأعني بذلك قياس الاداء الحكومي ونتائج ما يحققه من أهداف أو نتائج محددة سلفاً، هذا القياس للأداء والجودة في الوقت ذاته، لابد وان يرفع بشكل فعال الاداء في القطاعات الحكومية المختلفة، ولنتذكر ان هذا القطاع هو الموظف الاكبر بنسبة كبيرة جدا للمواطنين.
وهو ما سيؤدي تلقائيا الى رفع مستوى التدريب واعادة التأهيل للموظف الحكومي، يبدو ذلك بالنسبة لي واضحا من خلال القرارات السامية الأخيرة بتعيينات مركزة في التعليم والتدريب المهني ونحوهما.
طبعا نحن لازلنا نتحدث عن العناوين، وحتى كتابة هذا المقال لا يوجد إعلان رسمي، بقدر تسريبات من هنا وهناك، لكنها تسريبات مشجعة ومغرية في عناوينها واتجاهاتها. بل وحتى وفي طريق العمل المتبعة الان في تلك الورش، والحوارات التي قادها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتأسيس مشروع التحول الوطني الشامل اقتصادياً وتنموياً.