عبد الكريم الجاسر
** نعم من سيكسب الديربي الثالث على التوالي الذي سيجمع الهلال بفريق النصر بعد فوز هلالي لمرتين متتاليتين؟.. فبعد نهائي كأس الملك والسوبر السعودي اللندني يلتقي الفريقان بعد غد الخميس في مباراة غامضة.. وأقول غامضة لأن البعض يعتقد أن المباراة محسومة لمصلحة الهلال في ظل صدارته للدوري والمركز المتأخر للنصر.. لكن هذا ليس صحيحاً؛ فالفريق النصراوي أمام الهلال لا يمكن أن يظهر بأقل من إمكانياته ويقدم أقصى ما لديه.. وإذا فعل ذلك (كما أتوقع) فهو يملك فريقاً جيداً في كافة خطوطه ويؤدي بشكل جيد لكن نتائجه لا تتوافق مع ما يؤديه.. وآخر ما شاهدنا النصر كذلك كان أمام الشباب.. فالفريق الأصفر سيطر على اللقاء وخرج خاسراً بشكل غريب وغير عادل بالنظر لسير المباراة، فهناك سوء حظ غريب يصاحب النصر في كل مبارياته حرمه تحقيق الفوز في العديد من اللقاءات رغم أدائه الجيد.
من هنا أقول إن الفريق مؤهل لتحقيق الفوز والانتصار في أي مباراة، وأمام الهلال لن تكون المباراة استثناءً من ذلك ما لم يفرض الهلاليون قوتهم داخل الميدان ويستثمروا الفرص التي ستسنح لهم وينوعوا في أسلوب لعبهم المكشوف في بعض المباريات اعتماداً على الكرات العرضية المكررة فقط ما يسمح للخصم بقراءتها وإحراج الفريق في بعض المباريات.. فضلاً عن التنظيم الدفاعي المفتوح في الخلف عندما يبالغ الظهيران في التقدم معاً للهجوم، ما يجعل المنطقة الخلفية مفتوحة تماماً أمام الخصوم، وهذا لا يستثمره إلا الفريق الجيد المنظم دفاعياً والفعال هجومياً وهذا يظهر في الغالب أمام الفرق الكبيرة والقوية، وبسبب ذلك خسر الهلال أمام الاتحاد ثم الأهلي وقبل ذلك أمام أهلي الإمارات آسيوياً.. ومباراة الديربي القادمة لن تخرج عن هذا الإطار ما لم يقلل الهلاليون من اندفاعهم قليلاً ويلعبوا بحرص وحذر تكفل لهم تحقيق الفوز وعدم تلقي الأهداف، ومن ثم البحث عن التعديل كما حدث سابقاً أمام الكبار كما قلنا.
** إذاً نحن أمام مباراة منتظرة جماهيرياً من قِبل الجماهير الهلالية أكثر منها من الجانب النصراوي الذين بالتأكيد لا يثقون في فريقهم حالياً، ومعهم كل الحق بالنظر لنتائجه السابقة لكن ذلك يجب أن لا يخدع الهلاليين الذين لن يكونوا في نزهة أمام النصر القادر على الفوز وقلب طاولة الصدارة متى أعطاه الهلاليون الفرصة.. فالهلاليون أنفسهم فشلوا في قلب الطاولة الموسم الماضي وخسروا أمام النصر في وقت كان المنتظر هزيمة المتصدر وإبعاده لمصلحة منافسه الأهلي.. وها هي اليوم الصورة تتكرر مجدداً لكنها معكوسة والمعني بها الهلال هذه المرة والإخفاق في المهمة مجدداً أمام المنافس لن يكون مقبولاً باي حال من الأحوال.. فيكفي تفريطاً وعدم استفادة من الفرص. ما حدث أمام الأهلي والفشل في الانفراد بالقمة بفارق ست نقاط.. والآن نحن أمام تحد جديد يجب تجاوزه وإثبات قدرة الفريق على كسب المواجهات الكبيرة تماماً كالصغيرة، وإذا لم ينجح اللاعبون ومدربهم في ذلك فإن الأحلام بالتأكيد ستتبخر في لقب طال انتظاره رغم قدرة الفريق فنياً على تحقيقه!
لمسات
** مهاجم الهلال الميدا ليس سيئاً لهذه الدرجة فقد قدم مباريات ممتازة حسم العديد من المباريات فلماذا هبط مستواه لهذا الحد..؟! فعلاً الثقة تصنع المستحيل.. وأتحدث هنا عن الثقة الجماهيرية والإعلامية.. أما الفنية فلازالت موجودة والدليل أنه لازال أساسياً!
** بعد خروج المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة وحديثه عن ترتيب فرق الدوري وما استند إليه من تفسير للوائح شعرت بالخجل وأننا فعلاً (نغرق في شبر مية) كما يقال، فالأهداف هي المقياس لتحديد مراكز الجميع خلال الموسم وفي النهاية يعاد للوائح للفصل وتحقيق العدالة في توزيع المراكز والجوائز والمشاركات الخارجية.. وهذا عرف عالمي متفق عليه في جميع الدوريات باستثناء الدوري السعودي!
** مباريات النصر أمام الاتحاد أصبحت تخصصاً نصراوياً منذ أن قرر الاتحاديون مساندة النصر لتحقيق بطولة الدوري أمام الهلال.. أما مباريات الشباب أمام النصر فهي الأخرى تخصص شبابي باستثناء تلك المباريات التي حصل فيها النصر على دعم تحكيمي صريح للفوز والاستمرار في صدارة الدوري!
** الفرق التي تلعب لاسمها وتاريخها وللمنافسة الشريفة تستحق الاحترام والتقدير من الجماهير الرياضية فهي ليست معنية بمن يحقق اللقب بقدر حرصها على اللعب النظيف والمنافسة الشريفة مهما كانت الاغراءات!
** يجب أن لا ينسى الشبابيون أن فريقهم يعيش مرحلة إعادة بناء وتغيير جلد بعناصر شابة ولاعبين جدد وطريقة عمل جديدة وكذلك عليهم دعم هذا التوجه والثقة بالعناصر الموجودة ونسيان المنافسة والبطولة مؤقتاً حتى ينجح العمل الحالي.. فقبول الأمر الواقع هو أحد أهم أسباب بناء المستقبل.. فنحن أمام شباب جديد يحتاج للوقت ليعود أقوى عما كان فلا تهدموا الفريق الحالي بحثاً عن سراب لن يتحقق قريباً.
** المدرب الإيطالي كانافاروا لم يقدم أي شيء ينبئ عن مدرب قادم يحمل فكراً تدريبياً عالياً.. الغريب أنه مدرب إيطالي وهي مدرسة معروفة بالدفاع وعمل مع أستاذ الطرق الدفاعية (كوزمين) ومع ذلك يلعب بطريقة هجومية مفتوحة ودفاعه شوارع!!