خالد الربيعان
لم يحصل نادي تشيلسي الإنجليزي على ثاني أكبر عقد رعاية في العالم من فراغ، بل جاء نتيجة مجهود مبذول من قبل إدارة تسويق رائعة كان كل تفكيرها هو كيفية جلب المستثمرين داخل النادي وتحقيق أفضل ربح حتى يتسنى لهم المنافسة على أي بطولة واستقدام أفضل العناصر، فمسؤولو النادي اللندني بقيادة الروسي إبراهيموفيتش، وضعوا خطة مدروسة عن كيفية إقناع أي رئيس شركة عالمية بالشراكة في النادي بمبلغ مجزٍ للنادي.
كيف كانت البداية؟ قبل انتهاء رعاية شركة سامسونج لنادي تشيلسي الإنجليزي بدأ النادي بالبحث عن طريق جذب انتباه رؤساء الشركات العالمية لعرض الفرصة الفريدة ليكونوا الشركاء الرسميين للنادي الإنجليزي، اتبعت إدارة تسويق النادي الإنجليزي سياسة ذكية ورائعة اللعب على عواطف الرؤساء التنفيذيين المحتملين للشركات ليحركهم بصدق ويربطهم بفرصة العمر ليكونوا جزءًا من الفريق من خلال اتباع أسلوب جديد ومبهر تحت اسم «أحضر لي راعي» الحملة التي قامت بها شركة التسويق العالمية «ساتشي اند ساتشي» لمصلحة النادي، ونجحت في محصلتها بإبرام عقد الشركة اليابانية يوكوهاما الضخم الذي يبلغ 40 مليون جنيه استرليني ليصل بذلك كثاني أكبر عقد رعاية في العالم وتحصل الحملة العجيبة على جوائز عالمية عدة بعد المجهود المتميز في جلب الراعي لإدارة البلوز.
فقد قامت الحملة بعدة خطوات وهي إرسال 33 حقيبة مختلفة إلى 33 رئيسًا تنفيذيًا لأكبر شركات العالم، في هذه الحقيبة قميص تشيلسي مطبوعًا عليه شعار الشركة المستهدفة، إضافة إلى ميدالية أبطال الدوري الأوروبي الذين قاموا بالحصول عليها كما تشمل الحقيبة فيلمًا تم تصويره من زاوية رؤية كل رئيس تنفيذي مستهدف للشركة، وجاء هدف الفيلم إلى جذب والوصول لعاطفة الرئيس وشركته نحو التوقيع مع نادي تشيلسي الإنجليزي، من خلال إظهار الشهرة والشعبية والأجواء الكروية العاطفية التي ستعيشها الشركة والرئيس في حال تم توقيع العقد.
اهتم الفيلم بشكل تصويري خيالي بكافة التفاصيل الدقيقة، مثل مراسم توقيع العقد وصور الرئيس التنفيذي للشركة في مقر النادي، وارتداء الجماهير حول العالم لشعار تلك الشركة وتداول اسمها، مما جعل رؤساء هذه الشركات يتنافسون بكل قوة للحصول على عقد رعاية النادي اللندني ورغبتهم في الانضمام للعائلة «البلوزية»، حتى انتهى المطاف بتوقيع عقد شركة يوكوهاما اليابانية بعد أن تفوقت إدارة الشركة على نظرائهم في شركة طيران تركيا الذي قدمت عرضًا لنادي تشيلسي بـ25 مليون استرليني سنويًا وهو عقد أقل من الشركة اليابانية.
جاء احتلال إدارة البلوز المركز الثاني عالميًا في عقود الرعاية لتلحق بمواطنه نادي مانشستر يونايتد الذي تعاقد هو أيضًا مع شركة شيفروليه الإنجليزية هو العقد الأكبر في العالم، إِذ يحصل الشياطين الحمر على 53 مليون استرليني سنويًا بخلاف بعض الشركات الأخرى.
رابط فيديو الفيلم «https://vid.me/u7iX «
سؤال؟
ما أريد سؤاله لرؤساء أنديتنا العربية هل أنتم راضون عن دوركم في رئاسة أنديتنا؟ هل قمتم باجهاد أنفسكم من خلال التفكير عن كيفية جذب الاستثمارات ورؤساء الأندية داخل أنديتنا مثلما فعلت إدارة البلوز؟ بالطبع «لا» فأنتم تفكرون فقط في إيجاد طرق للتسول من الدولة والحصول على الدعم دون أن تبذلوا مجهودًا في البحث عن إيجاد طرق لزيادة مداخيل أنديتنا حتى نلحق بالركب الأوروبي، الذي يعلمونا كل يوم دروسًا قاسية في التسويق والحصول على أعلى الأرباح من الشركات الراعية.