فهد الحوشاني
إذا كنت من هواة المشي في الصباح الباكر، وتحديداً قبل بزوغ الشمس في حديقة طريق النهضة بالرياض، وهي من أقدم الحدائق المفتوحة، فانك بلا شك سيلفت نظرك عدد من الملاحظات الجميلة وأخرى سيئة. لنبدأ بالجميلة لأن الجمال يتجسد صباحا في هذا الشارع الذي تتوسطه حديقة للمشاة بطول عدة كيلومترات، وهي إحدى الانجازات الترفيهية والحضارية الرائعة لأمانة منطقة الرياض والتي شملت الآن غالب الأحيا...
...فجهود إدارة الحدائق تستحق الإشادة والشكر، بداية سيلفت نظرك ما يحدث في ملعبي كرة الطائرة وكرة السلة، وبالتحديد ملعب كرة السلة، فهناك نشاط رياضي محموم أبطاله من الجالية الفلبينية ولن تتردد بالاعجاب بأصحاب هذه الهمم ممن يمارسون الرياضة في الصباح الباكر، وستشاهد طاولات وضعت عليها الكؤوس والهدايا والمشروبات مما يؤكد أن هناك بطولة منظمة لهذه الجالية التي تستثمر مرفقات طريق النهضة بشكل حضاري جميل. فهم في كل مرة يتركون المكان بأجمل مما كان.
وبعد أن تبتعد بك أقدامك عن تلك الملاعب فإنك ستجد نفسك وجها لوجه مع الملاحظات السيئة حيث ستجد نفسك فجأة وكأنك في مكب نفايات لعبت به الرياح. مناظر مخجلة ومسيئة على مساحات طويلة حيث ترك المتنزهون ليلا قمامتهم، ليكشف الصباح ماستره الليل من أعمال مزرية قام بها متنزهون نظرتهم الى المرافق العامة تتسم بالعدائية واللا مبالاة.
وفي المساء عندما تريد أن تمارس المشي فإنك تحتاج الى كمامات لكي تتفادى أدخنة الشواء، حيث يمارس بعض من المواطنين والمقيمين الشواء غير عابئين بلوحات المنع، ولا مكترثين بأنهم يضايقون المتنزهين بأدخنة تلوث هواء الحديقة! والأمر يتعدى تلويث الأجواء بالأدخنة، فهم قبل الرحيل لا يجدون غضاضة في القاء الجمر والرماد فوق العشب الأخضر، فلن تخطئ العين أن هناك حرقا مستمرا للمسطحات الخضراء.
في حديقة هذا الشارع الجميل تقلصت مساحات الجلوس بسبب الرماد المتناثر وبقع الحرق الكبيرة والتي طالت حتى أحواض الأشجار.
اتصلت بمسؤول في الأمانة أشكو له الأمر وطالبته بزيادة براميل النفايات لكي لا يجد المستهتر عذرا له، فوعدني خيرا، لكنه علق على حرق المساحات الخضراء، فقال: أن احد منسوبي الأمانة تعرض للضرب من قبل بعض من يمارسون (الشوي) من المقيمين ! وان الأمانة سوف تتخذ إجراءات أكثر صرامة في القريب العاجل. أتمنى أن يتم ذلك لإنقاذ الحديقة والتي اصبحت مسطحاتها الخضراء في حالة مزرية، ولم يعد منظرها بهيجا جميلا كما كان ! وان كانت الجالية الفلبينية بنظافتها وحسن استخدامها لهذا المرفق العام تستحق كأس أفضل جالية تستخدم المرافق دون تخريب، بل أنهم أصلحوا كثيرا في تلك الملاعب واشتروا على حسابهم الخاص الشباك، فإن بعض المواطنين وبعض الجاليات يستحقون الكرت الأصفر والاحمر نتيجة تخريبهم المستمر لحديقة الشارع!