فوزية الجار الله
هذا الأسبوع كالعادة كان العالم مليئاً بالأحداث على المستوى المحلي والعالمي بما هو جدير بالكتابة لكنها وجدت نفسها مشدودة إلى عالم آخر مختلف، أيكون ذاك لأنها امرأة أم لأنها إنسان في ثوب امرأة، الأخير هو الأقرب إلى قناعتها هي إنسان أولاً وأخيراً ولو نازعتها أحياناً روح الأنثى لكنها دائماً كانت في حالة صحو ويقظة، إذاً صورة الإنسان هي الأكثر استبداداً بها..
ثم إن أحداث السياسية قد أرهقتها مؤخراً إضافة إلى حقيقة تقول إنه من الأفضل ترك بعض الأحداث تهدأ قليلاً لأجل كتابة أكثر عمقاً واتزاناً حولها.
حالما صافح نور الصباح عينيها تذكرت حلم البارحة الذي كان واضحاً، قوياً حاولت إبعاده من رأسها لكن عبثاً، لا بد لها من البحث حوله خاصة وأن أمراً آخر يشغلها هو أمر ذلك الرجل الذي جاورهم منذ زمن ليس بالقصير والذي لا يكف عن السؤال عنها بشكل لافت وعن والدها، طريح الفراش، يغيب فترة ثم يعود في محاولة دائمة لإثبات حسن نواياه، لكن ظنونها ما زالت تطوف شرقاً وغرباً، لا تهدأ..
البارحة رأت حلماً غريباً، رأت صندوقين من الفحم، أحد الصندوقين لم تكن رائحته جيدة فأسدلت عليه غطاء أما الآخر فقد كان عادياً وقد أخذت تتأمله لكن لا تتذكر إن كانت قد وضعت غطاء فوقه أم لا؟ تذكرت بأنها قد أوقدت البارحة في المنزل موقداً من الفحم أدهشها أن تراه في قمة تألقه وقد كان ذلك مصدراً للدفء والسعادة.. لكن ذلك ليس أمراً حتمياً، لن تركن إلى ذاتها بل لا بد لها من آخرين، لا بد من تفسير..
هرعت إلى كتاب أحد مفسري الأحلام المشاهير، لا تعلم السبب لكنها كانت رغبة ملحة لم تستطع مقاومتها. قرأت تحت عنوان «فحم» قول المفسر: هو في المنام من الشجر رجل خطير وقيل هو مال حرام وقيل هو رزق من السلطان..
حين قرأت السطر الأول تساءلت إذاً هو ذاك لربما يكون ذلك إشارة إلى ذلك الجار: هو رجل خطير، لكن ماذا يعني خطير هل تأتي الكلمة في الاتجاه السلبي أم الإيجابي؟ أي أشبه باللص أو المحتال وربما المجرم، أم أنه خطير بالمعنى الإيجابي للكلمة بمعنى أنه عبقري وداهية، هو في قائمة الأبطال!
بدأت تحاول إقناع نفسها بالفكرة الإيجابية اعتماداً على نظريات علم النفس التي تدعو للتفاؤل، لكن سرعان ما بلغت أمراً آخر حين أكملت سطور الفقرة المتضمنة للتفسير، (كل شيء يوقد في النار هو دليل فسق) حيرتَني يا صاحب الكتاب: هل أمضي إلى حيث يأخذني أم أدبر عنه؟ أم أنه لا هذا ولا ذاك هو محض أضغاث أحلام كما يقال وسوف أبقى أسيرة لحيرتي؟!