أحمد محمد الطويان
بكل تأكيد ستشعر بالخوف والقلق عندما تقرأ الأحداث الاقتصادية المؤثرة على حياتك، وعندما تطلع على أسعار النفط وأنت في دولة يتنفس اقتصادها برئة بترولية، ليس سهلاً أن تتخيل قبل إعلان الميزانية العامة للدولة في 2006 أن الأرقام التي سمعناها يوم الاثنين ستكون الإنفاق الحكومي في ظل هذه الظروف. نعم هناك عجز وهناك مصاعب، ولكن ليست كبيرة ولا مقلقة ولا تتوافق بأي حال من الأحوال مع التحليلات «الإرهابية» التي يطلقها بعض الاقتصاديين الباحثين عن التصفيق بجهل.
وصعب جداً أن نطلب من المواطن العادي أن يستوعب ما يجري بعيداً عن العاطفة وأن لا ينجر خلف المحللين الإرهابيين الذين يروجون الصورة القاتمة المنافية للحقيقة.. مطلوب فقط أن يتكرم الاقتصاديون بتبسيط الأمور وشرح ما يجري بعيداً عن التكلف التلفزيوني والتقعر في اللغة والأسلوب، المواطن ليس طالب دراسات عليا في قسم الاقتصاد ليستمع إلى تنظير ومصطلحات ودخول في دهاليز مربكة، الحديث هنا لأصحاب الرأي السليم والنية الصافية، ولأولئك الذين يطلقون التحليلات النارية بلغة مستفزة وبنوايا ظاهرها السوء ومقصدها التأليب.
عندما يصبح سعر الوقود مرتفعاً عن ما اعتدت عليه، لن أشعر بارتياح بالتأكيد، ولكن عندما احسب الزيادة وأقارنها بالدول الأخرى وبالظروف الراهنة سأعرف بأن الإجراء الضروري المتخذ لم يتخذ دون سبب مُلح، وكذلك عندما أعرف بأن ارتفاع تعرفة الكهرباء لن تؤثر بشكل كبير على المواطن متوسط الدخل أو صاحب الدخل القليل، فهذا يعني بأن الاستقرار المالي للأسرة السعودية يلقى اهتماماً كبيراً عند صانع القرار.. والأهم عندما أسمع ولو بشكل غير رسمي عن خطط تطوير وتغيير فيها تحول كبير اقتصادياً سأثق بأن ما خسرته اليوم سأعوضه غداً، والدعم الذي رُفع يوم الاثنين قرار تأخر اتخاذه، وأجزم بأن صانع القرار تريث كثيراً وحاول تأجيله أو عدم اتخاذه، رغم أنه خطوة طالب فيها كثير من الاقتصاديين حتى في وقت الوفرة وارتفاع أسعار النفط.
التحول من اقتصاد متين يقوم على مصدر واحد، ويوصف بالريعي، إلى إقتصاد قوي ومتجدد ويعتمد على الإنتاج ومتعدد المصادر ليس أمراً سهلاً ولا يمكن أن يكون بلا ثمن، وحجم التحديات الضخمة التي تغلب عليها صانع القرار واستطاع أن يحقق في وقت ليس طويل إصلاحات مستعجلة مكنت من تجاوز وعورة الدرب الاقتصادي وضمنت إنفاقاً حكومياً يعكس حالة اقتصادية أفضل من سنوات ماضية، وهنا استذكر ما قاله الوزير محمد آل الشيخ على شاشة التلفزيون وهو يقارن النفقات بالأعوام السابقة ويستعرض أرقام الميزانية.
ربما هناك من كان يرى ضرورة التدرج في قرار رفع الدعم، وهناك أيضاً من اقترح رفع الدعم عن غير السعوديين في السابق، وأعتقد بأن الإجراء كان ضرورة ماسة وفي وقت لا يحتمل التأجيل أو التردد، القرارات الاقتصادية تحتاج شجاعة تصاحبها وضوح في الرؤية وهذا ما تتطلبه المرحلة، يجب أن تكون الثقة كبيرة بمن يصنع القرار، وبالمستقبل، وبالنتائج، ففي الوقت الذي نخسر فيه الدعم، سنكسب الدعم بصورة أشمل وبشكل أكبر وأكثر استمرارية.. المهم أن نفهم لماذا، وأن نعرف كيف سيتحول الواقع إلى الأفضل، وهذا دور الاقتصاديين، وأن نستوعب ما يجري حولنا وأننا رغم هبوط أسعار البترول ودفاعنا عن حدودنا، ننفق على تنميتنا وحاجاتنا ونتطلع للغد.
ليس مدحاً لسياسات حكومية، بل إيماناً بثبات الدولة على منهج قديم متجدد يضع الإنسان السعودي على رأس الأولويات، ومن يشكك أو يكذّب عليه مراجعة ما مر على السعودية من ظروف اقتصادية خانقة في الثمانينات والتسعينات، وأن يبحث في الإجراءات والأولويات، ومن يريد استغلال الإجراءات المتخذة لتأليب الرأي العام أو استثارة العواطف، عليه أن يعرف بأن السعودية التي يفتديها أبناؤها بدمائهم لم ولن ينتظرون المقابل، بعد الله نحن من صنع التنمية ونحن من يحميها.
وصعب جداً أن نطلب من المواطن العادي أن يستوعب ما يجري بعيداً عن العاطفة وأن لا ينجر خلف المحللين الإرهابيين الذين يروجون الصورة القاتمة المنافية للحقيقة.. مطلوب فقط أن يتكرم الاقتصاديون بتبسيط الأمور وشرح ما يجري بعيداً عن التكلف التلفزيوني والتقعر في اللغة والأسلوب، المواطن ليس طالب دراسات عليا في قسم الاقتصاد ليستمع إلى تنظير ومصطلحات ودخول في دهاليز مربكة، الحديث هنا لأصحاب الرأي السليم والنية الصافية، ولأولئك الذين يطلقون التحليلات النارية بلغة مستفزة وبنوايا ظاهرها السوء ومقصدها التأليب.
عندما يصبح سعر الوقود مرتفعاً عن ما اعتدت عليه، لن أشعر بارتياح بالتأكيد، ولكن عندما احسب الزيادة وأقارنها بالدول الأخرى وبالظروف الراهنة سأعرف بأن الإجراء الضروري المتخذ لم يتخذ دون سبب مُلح، وكذلك عندما أعرف بأن ارتفاع تعرفة الكهرباء لن تؤثر بشكل كبير على المواطن متوسط الدخل أو صاحب الدخل القليل، فهذا يعني بأن الاستقرار المالي للأسرة السعودية يلقى اهتماماً كبيراً عند صانع القرار.. والأهم عندما أسمع ولو بشكل غير رسمي عن خطط تطوير وتغيير فيها تحول كبير اقتصادياً سأثق بأن ما خسرته اليوم سأعوضه غداً، والدعم الذي رُفع يوم الاثنين قرار تأخر اتخاذه، وأجزم بأن صانع القرار تريث كثيراً وحاول تأجيله أو عدم اتخاذه، رغم أنه خطوة طالب فيها كثير من الاقتصاديين حتى في وقت الوفرة وارتفاع أسعار النفط.
التحول من اقتصاد متين يقوم على مصدر واحد، ويوصف بالريعي، إلى إقتصاد قوي ومتجدد ويعتمد على الإنتاج ومتعدد المصادر ليس أمراً سهلاً ولا يمكن أن يكون بلا ثمن، وحجم التحديات الضخمة التي تغلب عليها صانع القرار واستطاع أن يحقق في وقت ليس طويل إصلاحات مستعجلة مكنت من تجاوز وعورة الدرب الاقتصادي وضمنت إنفاقاً حكومياً يعكس حالة اقتصادية أفضل من سنوات ماضية، وهنا استذكر ما قاله الوزير محمد آل الشيخ على شاشة التلفزيون وهو يقارن النفقات بالأعوام السابقة ويستعرض أرقام الميزانية.
ربما هناك من كان يرى ضرورة التدرج في قرار رفع الدعم، وهناك أيضاً من اقترح رفع الدعم عن غير السعوديين في السابق، وأعتقد بأن الإجراء كان ضرورة ماسة وفي وقت لا يحتمل التأجيل أو التردد، القرارات الاقتصادية تحتاج شجاعة تصاحبها وضوح في الرؤية وهذا ما تتطلبه المرحلة، يجب أن تكون الثقة كبيرة بمن يصنع القرار، وبالمستقبل، وبالنتائج، ففي الوقت الذي نخسر فيه الدعم، سنكسب الدعم بصورة أشمل وبشكل أكبر وأكثر استمرارية.. المهم أن نفهم لماذا، وأن نعرف كيف سيتحول الواقع إلى الأفضل، وهذا دور الاقتصاديين، وأن نستوعب ما يجري حولنا وأننا رغم هبوط أسعار البترول ودفاعنا عن حدودنا، ننفق على تنميتنا وحاجاتنا ونتطلع للغد.
ليس مدحاً لسياسات حكومية، بل إيماناً بثبات الدولة على منهج قديم متجدد يضع الإنسان السعودي على رأس الأولويات، ومن يشكك أو يكذّب عليه مراجعة ما مر على السعودية من ظروف اقتصادية خانقة في الثمانينات والتسعينات، وأن يبحث في الإجراءات والأولويات، ومن يريد استغلال الإجراءات المتخذة لتأليب الرأي العام أو استثارة العواطف، عليه أن يعرف بأن السعودية التي يفتديها أبناؤها بدمائهم لم ولن ينتظرون المقابل، بعد الله نحن من صنع التنمية ونحن من يحميها.