فهد بن جليد
هي عبارة عن (شجار عام) يُقام نهاية كل سنة بين سكان مقاطعة (شامبيلكاس) بالبيرو، يقوم على فلسفة تصفية (حسابات قديمة) بين كل المُتخاصمين في عام 2015م، حيث يجتمع الأهالي في احتفالية سنوية، ليتفرجوا على المتخاصمين وهم يتعاركون (بالأيدي والأرجل), من أجل فتح صفحة جديدة في عام (2016م) خالية من الخلافات!
الجميل في اللقطات المتداولة هذا العام تحت مسمى (Takanakuy) أن الشجار يتم وسط مظاهر احتفالية على نغمات الموسيقى، وصيحات المُتفرجين في الهواء الطلق، وبوجود 3 حكام لكل (خناقة) بمشاركة الأطفال والنساء، باعتباره نوعاً من العدالة المجتمعية التي تهدف إلى تحسين العلاقات وتقليل الصراعات في المستقبل بين سكان المُقاطعة!
الفكرة أعجبتني رغم غرابتها، لأن فيها تقنين للخلافات التي قد تستمر طوال العام، من خلال تحديد وقت الشجار بين المُتخاصمين على طريقة (بُقسٍ تلطم به، ولا بُقسٍ توعد به) والرزق على الله، خصوصاً مع ظهور دراسات مخيفة تؤكد تزايد حالات تعرّض (الرجال) للضرب على يد (زوجاتهم) في بعض الدول العربية، ودخول المجتمع السعودي هذا العام ضمن النسب المُعلنة لتعرّض بعض الرجال فيه للعنف على يد زوجاتهم، بحوالي 44 حالة عنف تعرّض لها أزواج على يد زوجاتهم (بحسب تقرير جمعية حقوق الإنسان)!
لذا فإنني أقترح على المُتخصصين والمُعالجين النفسانيين الاستفادة من هذه التجربة، وجعل آخر يوم في السنة (يوم أمس) هو يوم الحساب العائلي، كوقت لتبادل اللكمات والركلات بين الأزواج، ولمن فاته الأمر يمكنه اللحاق بالركب هذا اليوم، خصوصاً وأن السنة الوليدة 2016م سنة كبيسة، عدد أيامها 366 يوماً، أي أن هناك (يوماً زائداً) يمكن تخصيصه لهذا الغرض النبيل!
برأيي أن (خناقة آخر السنة) أمر ضروري وحيوي، لأنها تُساعد على (التنفيس) الذي أقترح إدراجه ضمن طقوس - آخر العام - المُتعددة والمتنوّعة على اتساع الكرة الأرضية!
أيهما أفضل تفريغ الطاقة السلبية (بالصراخ والعراك)؟ أم بتكسير الأطباق الزجاجية على أبواب المنازل - كما يفعل الدانماركيون - للبحث عن الحظ السعيد مع بداية كل عام؟!
كل سنة وأنتم إلى الله أقرب، وعلى دروب الخير نلتقي.