موضي الزهراني
في بادرة تعتبر هي الأولى من نوعها بادر وزير الشئون الاجتماعية الدكتور «ماجد القصبي» برفع طلب للمقام السامي، يطلب الموافقة على لقاء أعضاء مجلس الشورى، عكس ما جرت عليه العادة بأن المجلس يطلب معالي الوزراء لمناقشتهم عما يدور في أروقة وزاراتهم من مشكلات أو قضايا مُعطلة! فكان يوم الثلاثاء الماضي يوماً تاريخياً ومميزاً في سجل إنجازات الوزارة، عندما يبادر وزيرها باللقاء مع الشوريين ويعرض عليهم قرابة (30 د) على شاشات المجلس عرضاً شاملاً لخدمات الوزارة، والجهات المستقلة برئاسته، وميزانية وزارته لعام 36-37، وعدد الحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي، والرعاية الاجتماعية والأسرة، والتنمية الاجتماعية وما حققته وكالتها من خدمات متنوعة من خلال جمعياتها المختلفة، وكذلك ما أنجزه الصندوق الخيري من برامج مميزة، وبنك التسليف من قروض اجتماعية وقروض للمشاريع الإنتاجية، ولكن الذي أدار دفة هذا اللقاء للتميز هو صراحة وجرأة الوزير عندما تناول «تشخيص الوضع الحالي لوزارته وآلية تطوير خارطة الطريق للمشاريع» فهذا إنجاز وزاري لتركيزه على المواجهة والمعالجة للوضع القائم بأدوات تقييم من خارج وداخل الوزارة، ومحلية وعالمية، وبذلك كان إطلاق سبع محافظ تطويرية ومركز نماء لإدارة التحول للنهضة بواقع الوزارة لأن نتائج التشخيص لهذا الواقع كشف عن تحديات قوية منها: (ندرة الكفاءات، ضعف البنية التحتية للتقنية، ضعف البنية التشريعية، ضعف الرقابة والمتابعة للفروع، تولي الوزارة مهام ليست من اختصاصها، وغياب مؤشرات قياس الأداء)! لكن التوجه الاستراتيجي الذي يؤمن به الوزير (من الرعوية إلى التنموية) قائماً على رؤية ورسالة تساهم في تحقيق مجتمع متماسك وحياة كريمة لكافة فئات المجتمع، وتحويل العمل الاجتماعي من رعوي إلى تنموي يعتبر من أعظم الإنجازات بحق وزير! وبشأن وزارة ظلت سنوات طويلة ترعى وتأوي وتنفق المليارات، لكن للأسف بدون مخرجات تنموية راسخة على أرض الواقع سواء على داخل الوزارة أو خارجها! وكانت مضغة سهلة للنقد الإعلامي والمجتمعي الشديدين! وهذا مما رفع سقف التحدي عند قائد هذه الوزارة وبذل جهوداً سباقة في عهده من أهمها «تأسيس الشراكات وإعادة الهيكلة لتقنية المعلومات وإطلاق مشروع تطوير الأنظمة واللوائح، واستقطاب الكفاءات السعودية المتخصصة، واستقطاب بيوت خبرة عالمية، وتدريب وتأهيل 80 من قيادات وموظفي الوزارة، واتفاقية وظفتك بعثتك، وإطلاق خدمة صوتك مسموع في الموقع الإلكتروني لتلقي الملاحظات عن أعمال الوزارة» إضافة للعديد من المشاريع الجاري تنفيذها، ليقدم معاليه للنهوض بوزارته (140) مبادرة لإحداث التغيير المطلوب للوزارة التي تعتبر من أهم الوزارات كما ذكر أحد أعضاء الشورى لاهتمامها بفئات مستضعفة بحاجة للدعم والمساندة، وهذا لن ينجح إلا من وزارة لا بد أن تكون متماسكة وفاعلة من الهرم للقاعدة بوجود قائد رسالته «التطوير والتقدير» وهذا ما سيكون بإذن الله.