فهد بن جليد
يوم أمس قدَّمت المملكة للعالم أجمع (دليلاً عملياً جديداً) على أنها تكافح وتحارب الإرهاب بمختلف الطرق بكل صرامة وحزم، بدءاً من النجاحات الأمنية في إحباط العمليات الإرهابية مُسبقاً وقبل وقوعها، ووصولاً لضبط الإرهابيين والمتورطين في هذه الأعمال، ومن ثم تقديمهم للقضاء الشرعي (المُستقل) ليقول كلمة الحق فيهم، بعد أن أزهقوا الأرواح، وسفكوا الدماء، واستباحوا الحرمات، مع عدم إغفال مُناصحة وتصحيح فهم وفكر من لم يتورطوا منهم في عمليات إجرامية، عبر برنامج المُناصحة الذي يعد أيقونة سعودية فريدة في هذا الجانب.
تنفيذ أحكام القصاص الشرعي في 47 إرهابياً من (السنة والشيعة) قاموا بأفعال مُختلفة لاستباحة الدماء، وانتهاك الحرمات، واستهداف وزعزعة أمننا وزرع الفتنة والقلاقل في بلادنا، هي (عقوبة شرعية) في المقام الأول، و(لكمة قوية) و(لطمة حازمة) لردع كل من أراد الإخلال بأمن بلاد الحرمين الشريفين، وأن هذه النهاية هو من اختارها بنفسه، لأنه لم يقدّر العواقب الوخيمة للجرم الإرهابي الذي ارتكبه، ولم يُمعن النظر في الطريق المُظلم الذي سلكه؟!
استغرب كثيراً أن بعض وسائل الإعلام العربية المأجورة والغربية المُغرّر بها تنتقد تنفيذ هذه الأحكام، وتحاول التأثير عليها حتى قبل أن يتم تنفيذها، بل إن بعض الأقزام في إيران هددوا صراحة بعواقب وخيمة في حال تم تنفيذ أحكام القضاء الشرعي في هؤلاء المجرمين والإرهابيين، وهذا تدخل سافر وتأكيد على تورّط هؤلاء في دعم الإرهاب ومحاولة زعزعة أمن واستقرار المملكة، ويجب هنا على رجال الإعلام والفكر والثقافة القيام بدورهم الوطني للدفاع عن المملكة؟!
هناك مُنظمات وجمعيات عالمية مُعارضة لمسألة الإعدام مُطلقاً في كل الدول والمجتمعات، وهذه قضيتنا معهم ليست جديدة وفي كل مرة تؤكّد المملكة أن القضاء الشرعي مُستقل، مع التزامها بتنفيذ أحكام القصاص وفق شرع الله الحكيم, الذي هو منهج ودستور هذه البلاد.
بينما جمعيات ومنظمات أخرى وصلتها معلومات وصور مغلوطة عن حقيقة هذه الأحكام ووصفها بالطائفية، مع عدم فهم الجرائم التي ارتكبها هؤلاء في حق (الأبرياء والمُمتلكات)، وهؤلاء يستحقون أن نوضح لهم حقيقة الأمر ونزوّدهم بالحقيقة ليصححوا مواقفهم، بالمُقابل هناك جمعيات ومنظمات تعمل (بمعايير مزدوجة) تبعاً لمصالح حزبية، وتجد في التطاول على المملكة وأحكامها الشرعية منصة ونافذة للبروز وتحقيق هذه المصالح، ويقابلها جهات أخرى تنصب العداء الصريح لبلادنا وقادتنا، لأن (منهج هؤلاء) يتطابق صراحة مع منهج الإرهابيين وأهدافهم في القتل وزعزعة الأمن، وهذا ما يجب أن نؤكد عليه في ردنا على مثل هؤلاء حتى نخرص ألسنتهم!
بكل تأكيد أن من يعارض وينتقد حق المملكة الصريح والواضح في تنفيذ (الأحكام الشرعية) في الإرهابيين، يجب عليه أن يراجع مفاهيمه ومُعتقداته، لأنها قد تتطابق مع مفاهيم القتل والتفجير والتحريض، وهذا ما يُطلق عليه كل عقلاء العالم (الإرهاب)!
وعلى دروب الخير نلتقي.