فوزية الجار الله
(ومن طولِ ما انتظرتهُ،
مسندةً إلى النافذة خدها الشاحب..
توردَ الزجاجُ لما رآهُ مقبلاً)
جميلة هذه الأبيات أو ربما الكلمات، لكن ليت الشاعرة اختارت جملة أخرى بديلة لـ (ومن طول ما انتظرته) إذ توحي لي شخصياً وربما يتفق معي آخرون من عشاق العربية بشيء من ملامح اللهجة العامية بينما تبدو صاحبة الكلمات مبدعة ومتألقة وهي ترسم كلماتها بالعربية الفصحى.. لكنني تذكرت بأنني أقرأ هذا الشعر ضمن مجلة أدبية قديمة وجدتها أثناء استغراقي في « النبش» والبحث ما بين صفحات مكتبتي الخاصة.. مضى على المجلة خمسة وعشرون عاماً تقريباً.. يالله عمر إنسان بأكمله، وأنا لا أعرف الكثير عن صاحبة القصيدة بل على الأصح هذا الاسم ليس في ذاكرتي إطلاقاً، وقد يكون في ذلك تقصير مني أنا أو في الثقافة العربية بشكل عام أو ربما تقصير من الشاعرة وزهد من قبلها بالشهرة والظهور، ولي أن أقول بهذه المناسبة بأن هناك الكثير من الأسماء المبدعة التي توارت في الخلف وغابت إلى حد ما رغم روعة إبداعها وتفوقه بينما تقدمت الصفوف أسماء أخرى تظن نفسها شيئاً في عالم الأدب والثقافة، بينما هي لم تقدم سوى السطحية والفجاجة ولو بحثنا جيداً حولها لوجدنا بأن الأمر لايتعدى كونه تهالكا وتهافتا على حب الظهور. أعود إلى الشاعرة وأقول: إنني استمتعت بكلماتها الجميلة ولن أتحدث عنها حتى أوفيها حقها بمزيد من البحث والقراءة.. ياللدفء الذي يغمر قلب عاشق للقراءة حين يحتويه نبض السطور والكلمات!
يهرب بعضهم إلى القصص والحكايات رغبة في لحظة هدوء واسترخاء.. ويهرب الفنانون إلى مزج ألوانهم والاستغراق فيها بكل حواسهم.. ويهرب الكتّاب إلى أقدم وأعمق ما يملكونه من كتب أو حروف وعبارات..
استغرقت في مكتبتي كأنما كنت أبحث عن نعيم مفقود وسوف أجده ذات لحظة بين سطرين أو كلمتين أو فاصلتين..
** هل نسينا اليهود؟ هل نسينا في خضم مآسي هذا العالم ما فعلوا ولا زالوا يفعلون؟ هل نسينا بأنهم كانوا سبباً في مراحل كثيرة من تاريخنا العربي لكثير من النكبات والدماء؟
(ولا شك دون ما ريب، أن سلوك اليهود أول تاريخهم وفي كل تاريخهم، وحتى الآن لا يكسبون المواقف ولا يمارسون الظلم، ولا يتعاملون بالمال إلا بأسلوب التحايل.. حتى يقول: ويبكون أحياناً، فالدموع من أمضى أسلحتهم يسرقون بها عواطف الناس، كأنما الحبل من الناس يفتلونه فتلاً بالمسكنة، فإذا بهم أخذوا من التحايل كل مايريدون حتى إذا وصلوا إلى قوة يملكونها، أو قوة خدروها فأعانتهم، كانوا صناع الجبروت والطغيان) هذه الكلمات وردت تحت عنوان (التحايل على التحول) ضمن كتاب « أشياخ ومقالات» للكاتب السعودي محمد حسين زيدان رحمه الله. للأسف لم أجد تاريخ طباعة الكتاب مسجلاً ضمن صفحاته.