سمر المقرن
خطوة طال انتظارها، وهي أجمل خبر يُمكن أن نستقبله في هذا العام الجديد، أن تقرر - أخيراً - المملكة قطع العلاقات مع العدو الإيراني، الذي يعمل جاهداً ليل نهار سعياً وراء خراب ودمار ونشر آفة الإرهاب ليس على مستوى العالم العربي، بل وحتى الغربي كما حدث مؤخراً في باريس.
إيران تنطبق عليها كل الشروط الواردة في الفقه القانوني لقطع العلاقات الدبلوماسية، فهي أولاً دولة إرهابية، والسعودية لا يمكن أن تبني أي علاقات مع الدول الإرهابية كما هو الحاصل مع إسرائيل، وقطع العلاقات هو رفض قاطع لهذا الإرهاب. وإيران منذ وقت طويل وهي تقوم بانتهاك سيادة الدول العربية كما هو مع الأحواز العربية التي احتلتها بالكامل، والجزر الإماراتية كذلك، ومحاولاتها الشنيعة في مملكة البحرين في محاولة منها لإيصالها إلى مصير من سبقوها. ولإيران أساليب متنوعة في الانتهاكات فهي ذات فنون عديدة في التخريب والدمار، ومخطئ من يعتقد أنها دولة تبني حروبها من منظور ديني شيعي وهو ما تستخدمه للتأثير على - بعضهم - أحياناً، وهذه الفكرة هي التي أدت إلى إيجاد بعض الضحايا من بين جوانبنا لها، وهي بكامل تحركاتها لا تنطوي أعمالها التخريبية سوى من مُنطلق عرقي فارسي، وهذا ما يوضح لبعض البسطاء الذين انساقوا خلفها وخلف جنودها في عالمنا العربي أمثال بشار الأسد وحسن نصر الله، أن إيران لم ولن تكون يوماً ضد إسرائيل، فالتافه هو من يصدُق الأقوال لا الأفعال، وتاريخها منذ بداية الاعتراف بإسرائيل كدولة عام 1950م، خير دليل وأبلغ برهان!
إن أهم الأسلحة الإيرانية التي تعمل من خلالها في منطقتنا بهدف التخريب، هو إثارة النعرة الطائفية وتأجيجها، والطائفية باختصار هي عبارة عن نار تحرق الأوطان، ومن يخاف على وطنه ويحبه عليه ألا ينساق خلفها، فمجرد أن تنعت شريكك في الوطن بلفظ طائفي يعني أنك تنفذ الأجندة الإيرانية!
إننا في هذه المرحلة بحاجة ماسّة إلى قطع العلاقات مع هذه الحكومة الإرهابية، ولإيران مع الدول العربية تاريخ في قطع العلاقات فكانت المغرب ثم البحرين واليمن، وأطمح أن تنتهج بقيّة الدول العربية هذا النهج في قطع العلاقات مع دولة خامنئي، وأن يبدأ عالمنا العربي مرحلة جديدة في تنظيف البؤر الإيرانية وتصفية ومحاكمة كل من لديه تواصل أو تعاطف مع الإرهاب الإيراني، وهو لا يشمل جانب من الشيعة - فقط - بل أيضاً من السنة والمذاهب الأخرى، بمعنى أن المذهب الديني لا علاقة له في هذا المنحدر السياسي، بقدر ما هو أجندة سياسية تعمل على تفعيلها كل العصابات الإرهابية أياً كان مذهبها لصالح حكومة خامنئي.
الصمت والتجاهل لأفعال إيران التخريبية ليس له مكان في هذه المرحلة الحازمة، وخطوة قطع العلاقات التي أسعدت كل وطني وكل عروبي، هي خطوة مهمة تلي بقية المحاولات السابقة لوقف العنف الإيراني في منطقتنا، لكن بصدق، هي أقوى رسالة تضمن لنا سلامة المنطقة من براثن التخريب وإيقاف هذا الإرهاب وجنوده عند حدهم!
بقي أن أحمد الله على سلامة وصول بعثتنا الدبلوماسية لدى إيران وأسرهم وأطفالهم، لتؤكد لنا مرة أخرى القرارات الحكومية بأن دم السعودي وسلامته أهم من إيران ومن يناصرها!