خالد بن حمد المالك
بعد أن طال بنا الانتظار، وكاد أن يتوقف السؤال، لولا أننا كنا على يقين بأن حق الله نافذ، وأن القصاص بحق المجرمين القتلة واجب ولن يضيع، وأن التأخير لا يعني إفلات المفسدين في الأرض من العقاب حكماً بشرع الله، فها هو القتل ينفذ بحد السيف لقاء ما فعلوه.
***
وإذ إن كل مواطن كان هدفاً لهؤلاء المجرمين، قتلاً أو إصابةً أو ترويعاً، فإن هذه الأحكام الشرعية، إنما هي أخذ لحقهم المستحق، ولو أنه جاء بعد حين، على قاعدة «وبشِّر القاتل بالقتل»، إذ لا يمكن أن تضيع دماء المواطنين الأبرياء هدراً ومن دون حساب.
***
ومثل ذلك، فكل مسجد أو مدرسة أو مصح أو مجمع سكني أو أمني كان تفجيرها ضمن قائمة أجندتهم، أو أنها لم تكن بكل تفاصيلها آمنة من غدرهم ومكرهم وتخريبهم، فإن الحكم بالقصاص يأتي لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وبالتالي المحافظة على قوة الدولة وهيبة نظام الحكم فيها.
***
وهكذا هي العدالة بقياس الشرع تطبّق بحقهم، وفيما لم تكن هناك من فرصة لإنقاذ رقابهم من سيف العدل المسلول، إذ بغير هذا الحزم، وهذه القوة، ومن دون هذه الأحكام الصارمة، فلن يكون هناك أمان واستقرار في دولة تحتكم لشرع الله الخالد، وتلتزم بتطبيقه على الجميع.
***
فيا أخي الحبيب: يا كل من مسّه حقد هؤلاء، ممن استشهدوا أو أقعدتهم إصاباتهم، ها هو حقكم وإنصافكم يتحقق بإقامة حكم الله بمن ظن أنه سيكون في مأمن من المساءلة والحساب، معتمداً على أبواق إعلامية إيرانية في الدفاع عنه، وهيهات هيهات أن يَحُولوا - وهم الداعمون للإرهاب - دون تطبيق العدل.
***
ويا وطني الحبيب: يا كل مبنى حولوه إلى أنقاض، وكل حجر لم يسلم حقدهم منه فأزالوه من مكانه، وكل شجرة نافعة عزَّ عليهم حقدهم وكراهيتهم أن يروها شامخة يستظل بها الناس، ها أنت تأخذ حقك من هؤلاء، دون تسويف، أو خوف إلا من الله الذي أرسى بتعاليمه هذا الانتصار للحق.
***
وها هو المواطن يتنفس الآن الصعداء، ويتباشر مع غيره - أخيراً- بما تم تنفيذه، فلم يذرف دمعة على ما آلت إليه نهاية هؤلاء المفسدين، لكننا جميعاً نحزن لذوي هؤلاء المجرمين أهلنا ومواطنينا، الذين لا يُؤخذون بجريرة غيرهم ممن أفسدوا في الأرض، ونحزن أكثر للشهداء والمصابين الأبرياء الذين نالهم أذى هؤلاء القتلة دون وجه حق.
***
لكن، هل انتهى التطرف، هل توقف الإرهاب، وهل بتنفيذ هذه الأحكام لن تكون هناك من فرصة أمام الإرهابين لإهدار الدماء البريئة، أو أن لا يكون بين أيديهم معاول هدم لتقويض كل إنجاز بالبلاد؟ أسئلة إجابتها ستكون محصورة بأن مثل هذه الأحكام ستظل حاضرة ورادعة لكل المجرمين، بما لا يمكن أن يستمر نشاط الإرهاب بعناصره الحالية والمستقبلية بالوتيرة نفسها، أو بهذا الحجم الذي نراه.