ناهد باشطح
فاصلة:
(لكل واحد بالنسبة إلى ذاته، نظام جيد، شرط أن يتمتع بالجدارة لمراقبة نفسه عن كثب)).
- حكمة لاتينية-
ختمت مقالة الثلاثاء الماضي من هذه السلسلة بالسؤال كيف نحدث نحن كنساء التوازن في العلاقات الزوجية وفق توازن طاقة الأنوثة والذكورة من وحي الأستاذة «ليلى كايزن» في دورتها التدريبية «العلاقات العاطفية».
إذا اتفقنا على أن هناك سلوكيات أنثوية محددة وأخرى ذكورية محددة يسهل أن نستوعب أن المرأة الأنثى تكون فيها طاقة الأنوثة بنسبة 70 في المائة والذكورة بنسبة 30 في المائة بينما الرجل تكون فيه نسبة طاقة الذكورة 70 في المائة بينما الأنوثة 30 في المائة.
هاتان الطاقتان تتمحوران بالأساس وفق مستوى هرمون التستوستيرون في جسد الرجل والمرأة وهو عند الرجل يفرز أكثر بـ20 مرة مما هو موجود لدى المرأة وحسب جامعة «موناش» فإن هرمون التستوستيرون يؤثرعلى الرغبة في التنافسية وإذا ارتفع في المرأة يسبب الاكتئاب حسبما أكَّد دكتور جيب ميريكن من جامعة هارفارد، كما أن السلوكيات للنساء اللواتي يرتفع لديهن هذا الهرمون تتميز بالقيادة والمخاطرة والتحدي وإن لم تظهر أعراض بيولوجية، إِذ أن مستويات هرمون التستوستيرون في الجسد يتغير بفعل التغيرات النفسية والمرضية.
وكذلك يعاني الرجال إذا انخفض لديهم هرمون الذكورة باعراض بيولوجية ونفسية.
في السنوات الأخيرة في مجتمعنا خرجت المرأة بشكل أكبر للعمل وتحملت مسؤوليات أكبر في البيت والمجتمع وبدأت تظهر إشكالية توازنها في الطاقتين من خلال علاقات مضطربة داخل كيان الأسرة.
ولذلك كثيرًا ما تعاني المرأة الناجحة والبارزة في المجتمع في أحداث الاستقرار في حياتها الزوجية أو يتأخر زواجها إن لم تكن قد تزوجت بعد، كما أنه مما تبرمجنا عليه نحن النسوة بأن الرجل يعجب بالمرأة القوية الناجحة لكن الحياة لا تستقر إذا تزوجها.
الإشكالية أن المرأة أحيانًا لا تشعر بازدياد طاقتها الذكورية بالرغم من أنها تدرك أن سلوكياتها تغيرت على سبيل المثال.
ويبدأ صراعها مع طاقة الرجل في البيت أو العمل فتصبح امرأة متحدية مخاطرة منافسة منتقصة للزوج ترفض الاعتذار وإن أخطأت.
هنا يبدأ الزوج بالنفور لأنه يبحث عن امرأة تبرز طاقته الذكورية ولا تهددها.
ليس المطلوب من المرأة أن تترك العمل أو تفقد صفات القيادة والتنافسية لكن من المهم أن تعي أهمية توازن هذه الطاقة في حياتها الزوجية فارتفاع طاقتها الذكورية لا يؤثر سلبًا على حياتها الزوجية فقط بل يمتد للعلاقة مع أبنائها حيث يبحثون عن طاقة الأنوثة الحانية بعيدًا عنها.
المطلوب من المرأة الوعي بأن طاقة الذكورة التي تستمد منها قوتها للتعامل مع العالم الخارجي لا يجب أن تؤثر على علاقتها بالزوج والأبناء وذلك حين تحتفظ بالسلوكيات الأنثوية من الرفق والحنو والتقدير وأي سلوك ينبع منه الحفاظ على الحب في حياتها.