غسان محمد علوان
قام الكثير بالحديث عن أوضاع الأندية المالية، وعن تبعات هذه العبث المالي الناتج عن عبث تنظيمي متجذر في الهيكلة الرياضية بأكملها. فالإجراءات التنظيمية لحفظ الحقوق وتحقيق الأمان المالي لكافة الأطراف المتعلقة تدعو وبإلحاح للتجاوز وعدم تأدية الأمانات لمستحقيها. ثم جاء الاقتراض من البنوك، كحل أخير لإنقاذ ماء الوجه (مؤقتاً)، طمعاً في تسجيل لاعب جديد أو تغيير محترفين. كنت قد كتبت في مقال سابق تحت عنوان (غرق الغرقان أكثر) عن قرض نادي الاتحاد، وكيف أنه بدعة جديدة وخطيرة باركتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وشرعت باباً من التعاملات المالية غير محسوبة العواقب. حينها هاجمني وبضراوة بعض عشاق العميد، وامتلأت الردود بكل ما لا يليق بهم ولا بي من عبارات لم تناقش فكرة المقال لا من قريب ولا من بعيد. شاركهم في ذلك في مواضع أخرى، إعلاميون كان همهم الأوحد الدفاع عن الإدارة الاتحادية فقط بغض النظر عن سلامة قرارها أو أثره على النادي ككل في المستقبل القريب المنظور. هؤلاء الإعلاميون هم من هللوا و فرحوا بقروض ناديي الهلال والنصر، و كان مرد كل ذاك السرور مبدأ (كلنا في الهوا سوا) في نظرة قاصرة لا تعنيها لا من قريب ولا بعيد مستقبل الأندية السعودية ومستقبل المنافسات فيه. قلتها وسأكررها، القروض البنكية هي حل مؤقت الآن، ومشكلة دائمة مستقبلاً. فالمبالغ التي تم اقتراضها قد أنهت بعد القضايا المتعلقة وقلصت عدد الشاكين ولو بشكل بسيط، ولكنها في ذات الوقت استبدلتهم بجهة شرسة لا تتوانى ولو لأيام باسترداد حقوقها، ولا تعترف بظروف أو وعود من خيال كبسطاء الشاكين الذين سبقوها. أضف على ذلك ازدياد قيمة المطالبات على النادي مع الفوائد التي تضاف على مبلغ القرض الأصلي. للأسف سنرى عجباً عجاباً في المستقب القريب، ولن تكون الأندية الثلاثة هي المقترضة هي الوحيدة، فرابعهم في الطريق، وسيتبعه العديد من الأندية إن لم يكن اليوم فسيكون غداً. وإنا لمنتظرون.
نعزي من؟
انتقل إلى رحمة الله يوم السبت الماضي الأخ الغالي والصديق العزيز عبدالله بن مبارك الخفرة، تاركاً في قلوبنا لوعة لا ضماد لها. رحل بهدوء صارخ، وصمت يصم الآذان، وتصارع في دواخلنا الحزن والصدمة بشكل مرعب ليس له مثيل. فعبدالله رغم
انشغاله وانشغالنا في أمور الدنيا، كان ذلك الإنسان الذي يمقت العتب والانتقاد، سباقاً دائماً في السؤال والاتصال، فاتحاً قلبه الكبير لكل مشاعره تجاه من يحب. نعزي من في فقده؟ فنحن والله من يجب أن نتقبل العزاء فيه، وليست أسرته وحدها. شعور غريب خالجني وأنا في منزل والده (أطال الله عمره)، لم أجد تلك العبارات التقليدية المناسبة للعزاء. فأنا والكثير من محبيه أكثر عوزاً للعزاء، أكثر احتياجاً لابتسامته الصادقة التي لم تفارق محيّاه طوال حياته. رحمك الله يا أخي، وأسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في جنات النعيم.
خاتمة
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
صدق الله العظيم