جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع أن الصراخ الإعلامي «والبروكاندة» الدعائية تطغى أحياناً وتحجب الحقائق إلا أن ذلك لا يستمر طويلاً، فالأفعال على الأرض تكشف المستور ما أطلق من أكاذيب تفضحه «زلة لسان» أو كلمة لا يستطيع قائلها أن يخفيها كثيراً، فيصدر عقله الباطن لتجري على لسانه جريان الماء.
ما يسمونه بمحور الممانعة ويقصدونه به ممانعة إسرائيل، والملف أسموه زوراً بالمقاومة الإسلامية، ما هو إلا حلف من الباطن للتحالف في إسرائيل، وهذا الكلام ليس قولاً يطلقونه بلا أدلة.. فقد كشف موقع «sat age» المتخصص في رصد حركة الأقمار الصناعية حول العالم وما تحمله من قنوات تلفزيونية، أن ست قنوات إيرانية موجهة للدول العربية تبث من قبل تل أبيب، وتقف وراءها واحدة من أكبر شركات الاتصالات الإسرائيلية.
وذكرت صحيفة السياسة الكويتية في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي أن القنوات التي تبث عبر القمر الإسرائيلي «أموس Amos» من خلال شركة «RR.Sat» هي «آل البيت» و»الأنوار» و»فدك» و»الحسين» و»العالمية» و»الغدير» وجميعها تلبس رداء التشيع وتتظاهر بالولاء لآل البيت وتعمل على تمرير الرؤية الإيرانية الطائفية وإقناع المتلقي العربي بها.
وذكرت صحيفة السياسة نقلاً عن تقرير sat age أن RR-sat هي شركة اتصالات إسرائيلية خاصة يملكها رجل الأعمال اليهودي David Rive ديفيد ريفي وتأسست في عام 1981 بموجب ترخيص من وزارة الاتصالات الإسرائيلية وتقدم منذ عام 2002م خدمات التداول عبر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية للإذاعة والتلفزيون إلى جانب الألياف البصرية والإنترنت.
هذه الشركة الإسرائيلية التي تعد أحد أذرع المخابرات الإسرائيلية ولذا وضع على رأس مجلس إدارتها ضابط احتياط إسرائيلي هو العميد راموت جلعاد منذ عام 2001م، وينتسب إلى قوات الاحتياط في قوات الدفاع الجوي بالجيش الإسرائيلي، وحاصل على درجة بكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بار آيلان في الكيان الإسرائيلي وعلى درجة الماجستير من كلية الحرب العليا للطيران في فرنسا.
القنوات الطائفية الست التي تبث من القمر الإسرائيلي على تجميل صورة نظام الملالي في إيران وتشويه مذهب أهل السنة والإيحاء بوجود قرآن في بلاد فارس مخالف للقرآن الكريم الذي بين يدي المسلمين السنة وفي بقية أنحاء العالم وهو المصحف الذي جمع في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان والذي يؤمن به كل مسلم عقيدته نقية بأنه محصن ومحمي من الله من أي تحريف، إلا أن سدنة ملالي إيران والذين يظهرون كثيراً على تلك القنوات يزعمون أن به أخطاء فجة، فيما المصحف الإيراني خالٍ من الأخطاء..!.
وتنشط تلك القنوات الطائفية على نشر الأفكار المسموم وتهيئة العقول لتقبل المذهب الصفوي في إطار ما دعا إليه خميني في بداية التغيير الذي قاده في إيران قبل نحو ثلاثين عاماً، وبضرورة تصدير الفوضى الفارسية إلى جميع أنحاء العالم.
هذا بعض من أفعال محور الممانعة والذي يقود المقاومة، فعلٌ يفضح ما يبطنون من تآمر على الإسلام الصحيح واستهداف المسلمين حملة العقيدة السليمة، ولكي ينشروا أباطيلهم ويعمموا الفوضى وينثروا الفتنة، وقد كشف أحد قادة نظام ملالي إيران أخيراً، بأن الذراع الإرهابي للحرس الثوري قد شكل مئتين ألف شخص للقتال في سوريا والعراق ولبنان واليمن للعمل على نشر أفكار خميني لتلك الدول لمواصلة العمل على نشر فكر خميني وتعميم تجربته الثورية.