عبدالله بن محمد أبابطين
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عرفناه ذلك الرجل الذي يهتم بجميع شئون بلاده، ولا شك أن خبرته الأولى على يد والده الملك عبد العزيز - رحمه الله - ثم بسعة اطلاعه وحبه الشديد للقراءة وبالذات تاريخ هذه البلاد المباركة وكما هو معروف أن التاريخ علم واسع، لكن الملك سلمان كان جل اهتمامه على تاريخ بلادنا سواء الأحداث التاريخية أو القبائل أو المواقع أو الأنساب، ويحرص على معرفة أحوال كل مدينة بل كل قرية وكان الله في عون من يسأله الملك عن (ديرته) أو قبيلته، ويحرص - حفظه الله - على أن يرد بنفسه على أي خطاب يصله، وفي الملتقى الثقافي الخاص بنا أعتز بامتلاكي ما يزيد على خمس رسائل موقّعة منه - أدام الله عزه -، وهذه بعض من صورها.
عندما يتحدث الملك عن بعض الأمور والأحداث التاريخية وغالباً ما تنشر في الصحف نجد أن سعة الاطلاع والقدرة على تحليل بعض الأحداث وربطها بالوقت والموقع والأشخاص والحالة نجد أن مليكنا - حفظه الله - يعطي تحليلاً تاريخياً مترابطاً يجعلك تعيش مع هذا الحدث.
هذه الصفة من الكثير من صفات أبو فهد - حفظه الله - جعلته يهتم بأن تكون دارة الملك عبد العزيز من أهم المراجع والحفاظ على المخطوطات والوثائق لتاريخ وأحداث بلادنا، وجعل من هذه مصدراً تاريخياً ومرجعاً لكل باحث، واستطاع - حفظه الله - أن يوفر لهذه الدارة الكثير من الوثائق والمخطوطات مع توفير كافة الأجهزة الحديثة لحفظها من التلف وإعادة ترميم ما يلزم منها.
لا شك أن عملية الجمع والبحث عن المخطوطات والوثائق من أصعب الأمور حيث إنها موزعة ومتناثرة داخل وخارج البلاد.. ولكن بحمد الله ثم بعزيمة الملك المؤرخ استطاع أن يجمعها وأن يحفظها في دائرة تحمل اسم مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز - رحمه الله -.
لا شك أن أجمل هدية يأنس لها ويعتز بها ولي أمرنا هي أن يقدم له هدية عبارة عن مخطوط أو وثيقة لبلادنا حتى تأخذ مكانها في دارة الملك عبد العزيز.
اعتاد - يحفظه الله - عندما يزوره بعض الشباب أن يسألهم عن تاريخ أسرهم وديارهم من أجل أن ينمّي لدى هؤلاء الشباب وطنيتهم وتاريخهم.
لقد اختصرت هذه المقالة في الملك المؤرخ لأني وجدت أن هذه الصفة لدى الملك سلمان يتميز بها ويحب أن يغرسها لدى كل مواطن - وهذا بُعد آخر له - يحفظه الله - ولأنه من المعلوم أن كل أمة تعتز بتاريخها وربطه بالحاضر فمنه الاستفادة ومنه الحفاظ على هوية الأمة واعتزازها بتاريخ أجدادها.