عايض البقمي
في رحلة قصيرة لتبديل الوسائل المتكررة والروتينية الخاصة بركوب الخيل وهي بالمناسبة لا تحتاج إلى زمن طويل لكنها بالفعل ستعمق العلاقة بينك وبين حصانك دامت أيامك. وأفراحك.
العمل اليومي في الاسطبل مختلف تماماً وهو يجعلك أكثر قرباً من جوادك وبالنسبة للناس من الملاك المشغولين ولديهم جدول أعمال مزدحم، ومن الصعب عليهم إيجاد وقت أوسع للبقاء مع خيلهم نقدم لهم بعض الحلول وبدون خطوات إضافية فقط خلال الأوقات المحددة التي ربما ترغب في تجربتها.
معظم هواة الخيل عندما يودون لفت انتباه خيولهم على بعض الأشياء البسيطة يتخاطبون معها بمقاطع لفظية صغيرة تخرج على شكل اوامر قصيرة مثل: إلى الأعلى قليلاً - عد للخلف - لا تفعل هذا.. إلخ التي يبدو للأسف الشديد لا تستعمل منها إلا نسبة ضئيلة جداً من وسائل مهارتنا في التواصل؟!
تذكر جيداً المقولة المأثورة التي تقول (تخير الخصي وتقترح على الفرس وتتحدث مع الفحل) فكر يا حبيبي اخوه لا فض فوه في الكلمة الأخيرة (حوار).
فالحوار ليس بالفكرة السيئة في عدة أمور مع حصانك قبل امتطائه والوقت الأنسب عندما تكون على صهوته والخيول ذكية ومستمعة جيدة لا تعرف التعالي مثل بعض العرب حتى وان مدت بوزها؟!
قد تتفاجأ الخيل بنوعية صوتك إذا ما كان فيه من الجلافة متبوعاً بشيلة من شيلات هالأيام النقازية!
وأنت على السرج بإمكانك مواصلة حوارك الحضاري لا الحيواني! مع أذكى وأجمل المخلوقات!.
مفيداً أيضاً التحدث عن أشياء جديدة، تود القيام بها خصوصاً الجياد الناشئة والعصبية عند العسف والترويض رغم ان هناك من يتكفل بها وان الأغلبية في العساف من جنبها لدرجة أن تلك المهور قد تفقد أعصابها ولتحول تلك الأعراض إلى خيل حرونه وخل عسافتك المطفوقة تنفعك!
تخاطب مع جوادك أكثر وأكثر قائلاً له: بأن لدينا يا صديقي بعض المصاعب في المنعطفات يسارا لذا استحاول القيام بهذا الاتجاه إلى تلك الزاوية والأفضل أن تكون على شكل دوائر) وتضيف ما عليك الآن إلا الهدوء والسماح لي بمساعدتك وأعدك بأنها ستكون أسهل لك فقط اتركني أرشدك أكثر على المضمار.
وأيضاً لا تنسى أن لا تعده بمشاركته في تصفيات المهور العسايف بعد شهرين وتشلهب المهر الفطن لتتفاجأ بقطع الأرزاق (الشرسين) وقد داهم مهرك وخل الطفاقة والشفاحة بعدين تواسيك يا حبيب أخيك ولو كنت تركب مع مجموعة من الخيل وبجانبكم باص سعد السليمان الشهير يضايقكم بركابه أو يسخر منكم لا تكن أحمق وترد عليهم فقط تحدث همساً مع جيادك فالخيل لديها حاسة سمع حادة حتى لو كان ركاب ذلك الباص الشهير يجيدون الاستفزاز وخصوصاً من يجلسون في الدور العلوي من الباص.
مثال آخر وانت تمتطي مهرك وسط غابات الجنادرية الخضراء وهناك تساقط لأوراق الأمازون مع أبواق السيارات وباص سعد حمد، وربما تسمع نياح بعض الكلاب الضالة - أكرمكم الله - التي أصبحت علامة فارقة في أكبر مصانع الإنتاج بالمنطقة.
أهمس حينها في تلك اللحظات بالحديث معه واعده بأن كل شيء سيكون على ما يرام كما انه سيفرح كثيرا ويتشقق من الفرح عندما تعده بعدم تسجيله في أي مزاد رسمي أو عادي لكون أبيه أبطح وأمه بطحاء ولم يتعود على الطقطقة والباب وأنا أبوك الباب؟!
وأعده أيضاً بأنه لن (يقبض) في الطايف طالما كانت الحفلات بنفس روزنامة السنوات الماضيات ولا تهون السيدة التعيسة!!
وانتبه لا تسد نفسه بأن صفقات سوق الخيل هالسنة أصابتها العدوى من سوق الأسهم السعودية.
وبقي عليك عدم اخباره عندما يدخل عالم السباقات بالقرعة والنجمة.
وكذلك قرار لجنة السباق الأخير بإلزامك الحضور حتى لو كنت احتياطيا سابعا في النادي والا الغرامة على جبهتك وجبهة راعيك الذي انهكه التعب والصرف عليك طول (سنتين) وسنة في رحم أمك يهتم بك ويغذيك والأهم دلاله لك بالتحدث معك منذ نعومة حوافرك وأنت تحت أمك تشرب من حليب ماما الصحي!!
المسار الأخير
أخاطب (الجاهل) على قد عقله
وأخاطب (العاقل) على قد عقلي