عايض البقمي
غامرني شعور التردد الأربعاء الفائت في حضور أحد سباقات ميدان قلعة الإنتاج بالجنادرية ووجدتني أتوكأ على عذر الانشغال بالتحضير لعدد صفحات الميدان الأسبوعي.
صحيح أن حصاني (يعتز) كان من ضمن المشاركين في الشوط الرئيسي على دعم كأس خادم الحرمين ومرشحاً للفوز به للمرة الثانية في هذا الموسم.
ومع كل ذلك كدت أستكين لدغدغة البرد واختلاف الأعذار لولا مقولة راسخة طرأت في ذهني لفقيد الفروسية محلية وعالمية الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز -رحمه الله - وأغدق عليه شآبيب رحمته وجمعنا وإياه في جنات الفردوس.. آمين.
لقد قال الأمير الراحل بأن السباقات التي تشارك فيها جياده دون حضوره لا يكون لها ذلك البريق وتلك الفرحة والونسة التي تمتلك مشاعره إذا كان حاضراً وساوى الأمير الحبيب الذي سيبقى في سويداء القلب لا يغيب بين غيابه وبين مشاهدة السباق في التلفزيون فكلاهما غياب في نظرة أمير الامبراطورية التي لازالت نتائجها وأبناؤها وسلالتها حاضرة في كافة ميادين العالم السباقاتية.
لقد كان الأمير الجنتلمان أحمد بن سلمان يقطع آلاف الأميال إلى أمريكا ومن ولاية إلى ولاية أخرى لمتابعة سباقات جياده في عشقه الفريد الذي لم تقف مسؤولياته الجسيمة والعديدة التي كان يتولاها رحمه الله وأبرزها رئاسته لأكبر امبراطورية صحفية عربية حائلاً دون مشاهدة ذلك الشعار الأخضر والأبيض وهو دائماً خفاقاً في تلك المحافل التي سطرتها جياده العالمية في سجلات تلك الميادين وبأحرف من ذهب.
بعد تذكري تلك المقولة الخالدة وجدت نفسي بصحبة حبيبي ورفيقي النايف نايف من موقع الجريدة باتجاه ميدان الجنادرية وعايشت الأجواء السباقية بعد غياب من سباقات المصيف وسباق الوفاء ما بين زمله ودهشه لأحداث الشوط الرئيسي!
يا سبحان الله كم كنت سأفتقد روعة تلك الأجواء التنافسية وكم سيفتقد أولئك الغائبون عن سباقات جيادهم تلك (الونسة) التي لا يمكن وصفها بل كم سيخسر أولئك الذين لا يعرفون خيلهم إلا من خلال هواتف ورسائل الجوال، أما أولئك الذين دخلوا مجال التركيض من قبيل (البرستيج) أو المتاجرة والمصالح المؤقتة فلا ألومهم لأن الهواية وكم يقول دايم السيف تمتلك رجالها. رحمك الله أمير المقولة والرؤية رحمك الله وأجزل لك المغفرة وواسع الرحمة بعد أن حفرت اسمك (أحمد بن سلمان في ذاكرتي وذاكرة كل فروسي عاشق للأصايل بما بذلت وما عملت وما قلت.
المسار الأخير:
الدنيا فعلاً ما لها صاحب ولا فيها أمان
لكني أكبر من شقا الفرقاء ونكران الجميل