أحمد محمد الطويان
الحكومات العربية لا تحتاج إلى مديح، تحتاج فقط إلى من يفهمها جيداً، ويتفاعل معها، ولكن كيف يفهمها الناس دون أن تجتهد في تفهيمهم وتعريفهم وإشراكهم في رؤاها؟! ليس سهلاً أن تتعامل مع كل فئات المجتمع وتعمل معهم ولهم، وأن تقنعهم بأن الإجراءات الحكومية تتطلب وقتاً طويلاً لإنجاز مهمات صغيرة تؤتي ثماراً، وتجعلهم يلمسون التغيير.
الإرث ثقيل وكبير، فالحكومات العربية عتيقة معتقة، ومن عمل بطريقة كانت حديثة قبل 50 سنة واستمر عشرات السنوات في القيام بمهام عمله بذات الطريقة، لن يتغير بين ليلة وضحاها لأن الحكومة تغيرت!
الحكومة ليست قياديين، الحكومة منظومة متكاملة من الأنظمة والتشريعات والقياديين والتنفيذيين والأعراف والبيئة الإدارية، إذاً لن تتغير إلا بتفكيك ما عقّدته السنوات والتراكمات والأخطاء. وبأن يصاحب كل وزير فريق استشاري معني بالتحول الإستراتيجي أو التطوير ومتفرغ لهذه المهمة، فالوزير لن يستطيع التسيير والتطوير في ذات الوقت، وكم من وزير متميز إدارياً وفكرياً وعلمياً فشل في الجمع بين التسيير والتطوير، ونحن بحاجة ماسة لمن يفكر وينفذ، ولمن يدير الواقع حتى تكتمل الأفكار المستقبلية وتنمو وتصبح قابلة للتطبيق.
لا تريد الحكومات المهمومة بتنمية المدائح والمعلقات، تريد من يناقشها بعقل، ويحاورها بمنطق، وأن يتخلى الأفراد عن مصالحهم الشخصية وعن النظرة الضيقة.. وهذه ليست مثاليات، ولكن العدل والإنصاف يقتضيان منح الفرصة كاملة غير منقوصة، ومن ثم المحاسبة بكل دقة، ومن معوقات الإنتاجية النقد غير المبرر والمتسرع الذي يطلقه المتحمسون، والحماسة هي الوصف الأنسب إذا أحسنا الظن، وأيضاً من المعطلات، المديح الممجوج الذي قد يصدقه المسؤول ويعتقد بأنه وصل إلى مراده ومراد رؤسائه، بينما هو لم يبدأ بعد.
سمعت أحد الأشخاص ينتقد رومانسية بعض الحكوميين، وتطلعهم المتفائل للمستقبل، وهذا لا يصح، لأن الواقع الذي نعيشه بدأ بفكرة حالمة قبل عدة سنوات، والمستقبل سيكون فكرة حالمة نتداولها اليوم، المصيبة الكبيرة أن يزورك المستقبل بتطوره وأنت غير مستعد، وتضطر لمجاراته، وتصبح العصرنة المحمودة عشوائية متخلفة، لذا علينا الاستشراف والحلم.
الحالمون يحققون إنجازات، ويستمتعون أكثر من غيرهم بها، كان المرحوم غازي القصيبي حالماً، رومانسياً وهو في قلب معترك التنمية بضجيجه وتحدياته، وشغفه «الرومانسي» وظفه في عمله الإداري، ففي كل إنجاز قصة نجاح وتغيير إلى الأفضل، فلا يمنع أن نكون حالمين وخياليين في الأفكار والرؤى، ولكن يجب أن نكون واقعيين في التنفيذ، وأن نستفيد من أدواتنا وننميها بطموحنا واجتهادنا.
في 1953 كان مجلس الوزراء في المملكة عبارة عن جلسة فيها مستشارون ووزراء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، تناقش كل شيء وبلا جدول أعمال غير ما يستجد، وفي 1970 أصبح لمجلس الوزراء شكلاً مستقراً، ونهجاً إدارياً تنموياً، وفي 2015 تغيرت الكثير من الأمور التنظيمية والإدارية على مستوى رأس الهرم التنفيذي، وكل ما جرى ويجري لا يتجاوز الأعلى نزولاً إلى المستويات الدنية، ومن يأتي إلى «المعالي» وزيراً مؤزراً يصطدم بالواقع، ويشعر باليأس أحياناً، خصوصاً أولئك الذين لم يسبق لهم العمل في الكيانات البيروقراطية.
في 63 سنة تغيرت المملكة حكومة وشعباً، التغيير الاجتماعي، الاقتصادي، كان ضخماً، وبقيت الإدارة الوسطى غارقة بالأضابير، ومتخمة، ثقيلة، ومشتتة بين وزير نشط، وإرث ثقيل، ولكن بفعل التطور في حياتنا المعاصرة، لا بد من حل عاجل يحقق تغييراً جذرياً لا يستغرق أكثر من 63 شهراً، يحول الإدارة المترهلة إلى منتجة وفاعلة.
مشكلة المملكة هي مشكلة كل الحكومات العربية، ولكن مستوى فهم الشعوب لحكوماتهم يختلف ويتفاوت، ولكن أجزم بأن من يجلس على كرسي المسؤولية في 2016 يرى الواقع والمستقبل بشكل مختلف، ولا يريد أن يلمعه أحد أكثر مما ينبغي، بل يريد من يستمع منه ويناقشه ليتحدث عن رؤيته وأساليب تنفيذها، لا تمدحوا المسؤولين الآن، فالقادم حتى يكون جميلاً لا بد من التركيز والشعور الدائم بأننا ما زلنا في البداية.
الإرث ثقيل وكبير، فالحكومات العربية عتيقة معتقة، ومن عمل بطريقة كانت حديثة قبل 50 سنة واستمر عشرات السنوات في القيام بمهام عمله بذات الطريقة، لن يتغير بين ليلة وضحاها لأن الحكومة تغيرت!
الحكومة ليست قياديين، الحكومة منظومة متكاملة من الأنظمة والتشريعات والقياديين والتنفيذيين والأعراف والبيئة الإدارية، إذاً لن تتغير إلا بتفكيك ما عقّدته السنوات والتراكمات والأخطاء. وبأن يصاحب كل وزير فريق استشاري معني بالتحول الإستراتيجي أو التطوير ومتفرغ لهذه المهمة، فالوزير لن يستطيع التسيير والتطوير في ذات الوقت، وكم من وزير متميز إدارياً وفكرياً وعلمياً فشل في الجمع بين التسيير والتطوير، ونحن بحاجة ماسة لمن يفكر وينفذ، ولمن يدير الواقع حتى تكتمل الأفكار المستقبلية وتنمو وتصبح قابلة للتطبيق.
لا تريد الحكومات المهمومة بتنمية المدائح والمعلقات، تريد من يناقشها بعقل، ويحاورها بمنطق، وأن يتخلى الأفراد عن مصالحهم الشخصية وعن النظرة الضيقة.. وهذه ليست مثاليات، ولكن العدل والإنصاف يقتضيان منح الفرصة كاملة غير منقوصة، ومن ثم المحاسبة بكل دقة، ومن معوقات الإنتاجية النقد غير المبرر والمتسرع الذي يطلقه المتحمسون، والحماسة هي الوصف الأنسب إذا أحسنا الظن، وأيضاً من المعطلات، المديح الممجوج الذي قد يصدقه المسؤول ويعتقد بأنه وصل إلى مراده ومراد رؤسائه، بينما هو لم يبدأ بعد.
سمعت أحد الأشخاص ينتقد رومانسية بعض الحكوميين، وتطلعهم المتفائل للمستقبل، وهذا لا يصح، لأن الواقع الذي نعيشه بدأ بفكرة حالمة قبل عدة سنوات، والمستقبل سيكون فكرة حالمة نتداولها اليوم، المصيبة الكبيرة أن يزورك المستقبل بتطوره وأنت غير مستعد، وتضطر لمجاراته، وتصبح العصرنة المحمودة عشوائية متخلفة، لذا علينا الاستشراف والحلم.
الحالمون يحققون إنجازات، ويستمتعون أكثر من غيرهم بها، كان المرحوم غازي القصيبي حالماً، رومانسياً وهو في قلب معترك التنمية بضجيجه وتحدياته، وشغفه «الرومانسي» وظفه في عمله الإداري، ففي كل إنجاز قصة نجاح وتغيير إلى الأفضل، فلا يمنع أن نكون حالمين وخياليين في الأفكار والرؤى، ولكن يجب أن نكون واقعيين في التنفيذ، وأن نستفيد من أدواتنا وننميها بطموحنا واجتهادنا.
في 1953 كان مجلس الوزراء في المملكة عبارة عن جلسة فيها مستشارون ووزراء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، تناقش كل شيء وبلا جدول أعمال غير ما يستجد، وفي 1970 أصبح لمجلس الوزراء شكلاً مستقراً، ونهجاً إدارياً تنموياً، وفي 2015 تغيرت الكثير من الأمور التنظيمية والإدارية على مستوى رأس الهرم التنفيذي، وكل ما جرى ويجري لا يتجاوز الأعلى نزولاً إلى المستويات الدنية، ومن يأتي إلى «المعالي» وزيراً مؤزراً يصطدم بالواقع، ويشعر باليأس أحياناً، خصوصاً أولئك الذين لم يسبق لهم العمل في الكيانات البيروقراطية.
في 63 سنة تغيرت المملكة حكومة وشعباً، التغيير الاجتماعي، الاقتصادي، كان ضخماً، وبقيت الإدارة الوسطى غارقة بالأضابير، ومتخمة، ثقيلة، ومشتتة بين وزير نشط، وإرث ثقيل، ولكن بفعل التطور في حياتنا المعاصرة، لا بد من حل عاجل يحقق تغييراً جذرياً لا يستغرق أكثر من 63 شهراً، يحول الإدارة المترهلة إلى منتجة وفاعلة.
مشكلة المملكة هي مشكلة كل الحكومات العربية، ولكن مستوى فهم الشعوب لحكوماتهم يختلف ويتفاوت، ولكن أجزم بأن من يجلس على كرسي المسؤولية في 2016 يرى الواقع والمستقبل بشكل مختلف، ولا يريد أن يلمعه أحد أكثر مما ينبغي، بل يريد من يستمع منه ويناقشه ليتحدث عن رؤيته وأساليب تنفيذها، لا تمدحوا المسؤولين الآن، فالقادم حتى يكون جميلاً لا بد من التركيز والشعور الدائم بأننا ما زلنا في البداية.