جاسر عبدالعزيز الجاسر
ضمن تقرير إعلامي تضمن تقصي وقائع ثابتة للعمليات الإرهابية التي نفذها نظام ملالي إيران، عبر مخابراته مباشرة أو عن طريق إذرعته الإرهابية، مثل المركز الرئيس للإرهاب الإيراني (حزب حسن نصر الله)، والذي أصبح له أفرع إرهابية في العراق وسوريا والبحرين واليمن.. هذا التقرير الذي أعدته وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية يجب ألاَّ يقتصر نشره على وسائل الإعلام العربية، بل يُترجم إلى جميع اللغات الحيَّة، ويُنشر بلغات متعددة، في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول جنوب وشرق آسيا والدول الإفريقية، لكشف الأعمال الإجرامية لنظام ملالي إيران منذ عام 1979م، ويوضح حقيقة سياسات نظام إيران العدوانية على مدى خمسة وثلاثين عاماً، ويدحض الأكاذيب المستمرة التي يروج لها النظام من خلال مؤسسات العلاقات العامة، وبالذات في الدول الغربية والمرتبطين به من الطائفيين. والتقرير الاستقصائي السعودي يتضمن حقائق حصلت على الأرض، ومثبتة بالتواريخ والوقائع، ويعرفها الجميع، إلا أنه وجب التذكير بها بعد أن حاول المرتبطون بنظام ملالي إيران طمس حقائقها وفرض تجاوزها. والمعلومات التي تضمنها التقرير تشمل أدلة وقرائن متوفرة لدى الكثير من الدول التي تعرضت ونالها نصيب وافر من الجرائم الإرهابية التي نفذها النظام الإيراني وأذرعته الإرهابية، وهي طبعاً موثقة لدى الدوائر المسؤولة في المملكة. كما يكشف التقرير العلاقة الوثيقة بين النظام الإيراني وأجهزة مخابراته وبين التنظيمات الإرهابية الأخرى، كالقاعدة وتنظيم داعش الإرهابي الذي أنشأه وبدأه قادة إرهابيون احتضنتهم إيران منذ سقوط نظام طالبان في أفغانستان.
مثل هذا التقرير الاستقصائي والذي يحوي كماً كبيراً من المعلومات والأدلة والقرائن، تُعدُّ محتوياته ولغته أفضل ما يخاطب عقل المواطن الغربي الأوروبي والأمريكي والدول الأخرى، سواء في آسيا أو أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويسد جانباً كبيراً من التقصير الإعلامي الخارجي والموجه لخارج المنطقة العربية، إذ نعاني من تلكؤ وتكاسل المفكرين والكتاب السعوديين الذين يجيدون مخاطبة العقل الغربي، إذ نجد غياباً للأقلام السعودية، باستثناء مساهمات الأمير تركي الفيصل والدكتور نواف عيد، أما مَن يجيدون الكتابة والتحدث باللغات الأجنبية، الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية، وحتى الفارسية واللغات الإفريقية، فغائبون عن الساحة، ومقصرون في الدفاع عن قضايا بلادهم التي تتطلب مواجهة مستمرة مع طرف أدمن حديث الكذب. وتقرير وزارة الخارجية السعودية يمثل مدخلاً لمن يريد أن يسهم في الدفاع عن قضايا بلاده، وليس للمفكرين والكتاب فقط، بل حتى للطلبة المبتعثين الذين سيتمكنون من الرد على أسئلة نظرائهم الطلبة من الدول الأخرى.