إبراهيم السماعيل
لن تكون جريمة حصار مضايا وغيرها من البلدات السورية وقتل الناس جوعاً (كما كان يجري في القرون الوسطى) فقط لتركيعهم آخر جرائم عصابات الأسد وحزب إبليس وأسيادهم الفرس، فقد ارتكبت هذه العصابات الإرهابية عدداً لا يحصى من الجرائم التي يشيب لهولها الولدان، ولست هنا بصدد إعادة التذكير بجرائم هذا الحلف الشيطاني ولا حتى بصدد تذكير العالم الغربي تحديداً بسكوته وربما تأييده وهو الأصح لهذا الحلف الخبيث في ارتكاب هذه الجرائم التي تُنقل لنا على الهواء مباشرة فقد كتبت أنا وكتب كثيرون غيري عنها الكثير الذي مهما كُتِب عنها لا يمكن أن يوفيها حقها من الشرح ومن الفضح لكن قريباً سوف يأتي اليوم الذي تُكشف فيه كل الحقائق عن بشاعة هذه الجرائم وخسة مرتكبيها خصوصاً لمن باعوا أو عطلوا ضمائرهم عن رؤية الحقائق واختاروا الركوب في سفينة الحقد والكراهية والإجرام الفارسية الطائفية.
ولقد وردني تعليق على جريمة حصار مضايا من أحد الأصدقاء سأنقله حرفياً كما ورد:
(التاريخ سجل على النازيين وحشيتهم وجرائمهم ضد الإنسانية بقتلهم وتجويعهم لمساجين من الأقليات وأسرى الحرب. والتاريخ سيسجل على حكومات المالكي والعبادي والأسد وحلفائهم الإيرانيين والحشد الشعبي وحزب الله أنهم أكثر بشاعة وأرذل من النازيين بتآمرهم مع دول أجنبية ضد شعوبهم وبارتكابهم لجرائم ضد الإنسانية بقتلهم و تجويعهم لآلاف السكان في دولهم لعرقهم أو طائفتهم. والتاريخ سيسجل أيضا خيانة ودناءة حسن نصر الله وحزب الله وأمثالهم من أذناب إيران لبيعهم لضمائرهم وبلادهم بحفنة من الدولارات من أجل مناصرة إيران في سعيها لتعزيز الهوية الفارسية بإسم الدين. الأعمال السلبية التي يقوم بها هؤلاء سترتد عليهم قريبا لتهلكهم فالباطل كان زهوقا).
مضايا تلك البلدة الصغيرة الوادعة وبعد سبعة أشهر من الحصار الوحشي والحاقد وبعد تأخير دخول القليل من مساعدات الأمم المتحدة التي تعمدت الدول الكبرى تأخيرها وتجاهل المأساة والجريمة البشعة فيها أو التعامي عن رؤيتها كما هو شأنها في التعامي عن الكثير من الجرائم المروعة منذ اندلاع ثورة الكرامة السورية بالرغم من تصريحات التنديد الكثيرة والمخادعة من زعماء هذه الدول ومن مسؤولي الأمم المتحدة (أملاً في أن تنجح العصابة الأسدية وحلفاؤها من فرس وروس في وأد ثورة الشعب السوري لكن خاب مسعاهم بفضل صمود الشعب السوري الأسطوري والذي تعرض ومازال يتعرض إلى أبشع أنواع الإجرام والإبادة والتجريف السكاني الطائفي والتآمر الدولي في التاريخ الإنساني كله) حتى فاحت رائحتها النتنة بفضل فضحها من الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي لبشاعتها، وأصبح من المتعذر على الدول الكبرى التستر عليها أو التعامي عن رؤيتها أكثر من هذا، أقول: إن مضايا هذه أصبحت مرايا تكشف عهر الدول الكبرى السياسي وتعري كل أكاذيبهم بشأن حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ويصدعون رؤوسنا بها ليل نهار ويطبقونها بطريقةٍ انتقائية، إن مضايا أصبحت مرايا تعكس حجم الإجرام والتآمر والخداع الذي ترتكبه القوى الكبرى في العالم بحق الشعب السوري وقبله العراقي والآن اليمني خدمةً لهذا الحلف الفارسي الطائفي الأقلوي في المنطقة والذي يخدم في نهاية الأمر مخططات الدول الكبرى في خلق شرق أوسط جديد، وتكشف كذلك هزلية قرارات مجلس الأمن عندما يتعلق الأمر بهذا الحلف الفارسي الطائفي تماماً كما هو الحال مع إسرائيل حيث لم تطبق إسرائيل أياً من قرارات مجلس الأمن، وكذلك هو الحال مع هذا الحلف الشيطاني، وبالتالي فإن هذه القرارات لا تساوي الحبر الذي كُتِبت به وكلها قرارات منافقة الغرض منها رفع العتب لا أكثر ليس أمام الشعوب العربية بل أمام شعوب الدول الكبرى فقط.
لكني مازلت على يقين أن هذا المخطط الإجرامي الجهنمي المعتمد على الأقليات الطائفية والفارسية الهوى لا يمكن أن يُكتَب له النجاح بالرغم من وحشيته وفداحة أثمانه التي تدفعها شعوب المنطقة لأنه يحمل بذور فشله في داخله حيث أصبحت هذه الأقليات (والتي ستبقى أقليات) مكروهة على المستوى الشعبي داخل محيطها العربي السني الكبير وكذلك هو حال أسيادهم الفرس في المنطقة بعد أن أثاروا الكثير من الفتن والعداوات والأحقاد والجراح التي ستحتاج إلى الكثير من الضحايا وأولهم هذه الأقليات وإلى عشرات السنين لعلاج نتائجها.
هذه ليست دعوة أو تبشير بالحروب الطائفية الثأرية لكنها قراءة مجردة من الأهواء لواقع الحال ولما يحمله المستقبل لهذه المنطقة وأقلياتها استناداً إلى تجارب تاريخية كثيرة سابقة.