أحمد الناصر الأحمد
(سيحة البال).. حالة استثنائية من الفرح والأنس والعلو.. وهي بالتعبير الشعبي الدارج روقان المزاج و(فلة الحجاج) والوناسة!.. وعلاماتها انشراح الصدر وارتياح النفس والإقبال الجميل على مواطن الفرح والسعادة.. كما أنها دافع جميل للبوح العذب الندي والسوالف الشجية الجميلة.. ومحفزاً قوياً لـ(التهيض) المقمر المعطر.
وسيحة البال مطلب هام ومحبب لكل إنسان سواء كان ذكراً أو أنثى.. وهي للكبار المسكونين بالإحساس المرهف أشد أهمية لأنهم أكثر الناس حاجة لها وفرحاً بها.
سيحة البال -على ندرتها- تخلق لدى المبدع عموماً والشاعر على وجه التحديد حالة من الهياج الشعوري الجميل والإيجابي وتحلق به في فضاءات عالية من الفرح والتفاؤل وتوجد له عوالم جميلة شبه خالية من أسباب الشقاء وبواعث الحزن.
الجميل من القصائد كتبت بسبب هذه الحالة الرائعة والكثير من الجراح تم علاجها بمبضع سيحة البال ودواء الصفح والتسامح والنسيان حاضراً دائماً مع هذه الحالة ومقترنة بها!
وسيحة البال.. تطيب وتكمل مع الفنجال أو يحلو الفنجال بها.. كما يقول راكان بن حثلين في قصيدته الشهيرة.. كما أن للجلاس القادرين على التحليق بك ومعك في سماوات الفرح دور مهم في ذلك.. بعكس ثقيل الدم و(النكدي) الذي يفسد عليك جمال الحالة.
يقول راكان في مطلع قصيدته المعروفة:
يا ما حلا الفنجال مع سيحة البال
في مجلس ٍما فيه نفسه ثقيلة
هذا ولد عم ٍوهذا ولد خال
وهذا رفيق ٍما لقينا مثيله
دامت أيامكم عامرة بالحب والسعادة ومجالسكم معطرة بـ(سيحة البال).