خالد الربيعان
أصبحت لعبة كرة القدم في وقتنا الحالي وظيفة يعيش منها اللاعب، خاصة بعد تطبيق نظام الاحتراف. فالأندية ولاعبوها يجب أن يخضعوا لقوانين الضرائب كما يحدث «في أوروبا والعالم المتقدم»، التي لا تستثني أي شخص من دفع الضرائب من الأموال التي يتلقونها من دخول، منها حوافز التسجيل أو الرواتب الشهرية. فلك أن تتخيل أن البرازيل الفقيرة تعتمد في خزينتها على ما يدفعه لاعبوها من رسوم وضرائب.
ولعل لغة الأرقام في أوروبا هي التي تتحدث دون أن تتجمل أو تكذب، وهو بالضبط ما يقوله واقع وحال الدوري الإنجليزي الذي تحول إلى إمبراطورية قائمة بذاتها، تحقق أعلى دخل في العالم، ليس فقط بالنسبة إلى الأندية بل حتى إن قطاع إدارة الدوري الإنجليزي للمحترفين الذي تديره الرابطة - وهو بالطبع كيان يختلف عن الاتحاد - يعتبر مصدر دخل كبير للحكومة البريطانية من حيث الضرائب التي تدفعها الأندية مطلع كل موسم للحكومة، والتي تبلغ أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني؛ وهو ما وضع الدوري الإنجليزي في المركز الأول من حيث الأغلى والأكثر تطوراً وقدرة على تقديم حلول إبداعية، تسهم في ارتفاع الدخل، حتى أنه مرشح ليصبح إمبراطورية تحقق دخلاً لا حصر له.
عكس الأمر في الليجا الإسبانية؛ فقرارات الحكومة التي تقرها كل يوم في الضرائب تبعد اللاعبين كل يوم عن البطولة الأكثر جماهيرياً حول العالم. ولعل القانون الذي أصدرته لكل من يزيد دخله على 600 ألف يورو سنوياً يدفع ضريبة إلى وزارة المالية الإسبانية، تبلغ 43 % من الدخل، هو القانون الذي يؤثر بشكل رئيسي وأساسي على لاعبي كرة القدم الأجانب في الليجا؛ كونهم الفئة الوحيدة تقريباً من المهاجرين الذين يحصلون على رواتب كبيرة، وهذا ما أثار حفيظة الرابطة الإسبانية التي أكدت رفضها القانون الذي يكلف اللاعبين أكثر من 100 مليون يورو إضافية كل موسم، وهو ما قد يحد بشكل كبير من قدوم النجوم للعب في الأندية الإسبانية، ولاسيما أن المحترفين في الليجا يدفعون أكثر من النجوم المشاركين في بطولات مثل البريميرليج والكالتشو والبونديسليجا.
ولعل الاتهامات التي ظهرت في الآونة الأخيرة للأرجنتيني ميسي بالتهرب من الضرائب خير دليل بالرغم من تسديده مؤخراً 53 مليون يورو، هذا بخلاف 3 ملايين أخرى، ممثلة في صورة عقوبة موقعة على اللاعب لعدم تقديم إقرار الذمة المالية حول الحقوق الإعلانية على مدار السنوات الماضية. الحال نفسها للاعب برشلونة السابق تشافي الذي سدد أيضاً 4 ملايين يورو للضرائب، هذا بخلاف دخول غير معلنة لم يتم تحصيل الضرائب نحوها.
ولا تزال الأنباء تتساقط حول فريق برشلونة ولاعبيه، كالحكم على اللاعب ماسكيرانو بالسجن لمدة سنة، وأيضاً أسرار قضية نيمار وانتقاله لنادي برشلونة، التي تؤكد أن النادي الكتالوني مهدد بدفع 63 مليون يورو للخزينة العامة الإسبانية بسبب أجور اللاعب البرازيلي.
وفى المقابل، تكفي تلك السطور القليلة للحديث عن أفضل لاعب في العالم. ولكن ما لا يعرفه البعض أن كريستيانو رونالدو الذي جدد عقده مع الريال مقابل راتب سنوي يتراوح بين 17 و21 مليون يورو يدفع ما يقارب ثلث هذا المبلغ لصالح الضرائب الإسبانية.
ما أود قوله في النهاية إن هناك دولاً كبيرة يعيش اقتصادها على الضرائب التي تدفعها الأندية واللاعبون.