سعد السعود
لا يمكن أن تكون حظوظ الأندية رهينة ضعف حكم في احتساب خطأ صحيح خوفاً من سطوة جمهور.. ولا يمكن أيضاً أن تكون حظوظ الأندية رهينة صافرة أخطأت الطريق والعذر جاهز: الحكم بشر وأفضلهم أقلهم أخطاءً.. فالفرق تدفع الشيء والشيات ولا تنتظر أن يُبخّر كل تلك الملايين جبن حكم عن مواجهة الإعلام واحتساب القرارات.
المدهش أنه مع هذا الخلل التحكيمي الواضح لدى البعض إلا أننا نشاهد استمرارهم في قيادة المباريات في الجولات التالية دونما النظر لماهية ما ارتكب من خطأ وبلا جرد حساب لما قدمه من أداء.. ويبدو أن عمر المهنا رئيس لجنة الحكام للأسف سن سنة سيئة عندما تغاضى عن كوارث مرعي العواجي في لقاء الشباب بالنصر قبل عامين ليكلفه بمباراة تالية مباشرةً بعدها بيومين.. وفعل ذات الأمر مع محمد الهويش بعد كارثة يد دلهوم فلم يوقفه بل إنه قاد في الأسبوع التالي مباراة أخرى.. فأي رسالة يمكن أن يكون قد أوصلها رئيس اللجنة لحكامه وهو يجعلهم بمنأى عن المحاسبة مهما كانت الكارثة.. وهو ما يفسر لا مبالاة بعض الحكام بصحة قراراتهم من عدمها.. بل إن الكارثة الأكبر حتماً هي عندما تغتال صافرة فرحة مدرج أو تحول طريق بطولة أو تمنح تتويجاً غير مستحق.. أي جناية ارتكبها فريق عمل واجتهد ليكافأ بحكم بليد.. يمارس بضعف شخصيته أو محدودية تأهيله قتل العدالة بلا إحساس بالمسؤولية.. ففاقد الشيء لا يعطيه!
وبعيداً عن الذمم فالجميع منزه بلا أدنى شك.. لكن هناك من يتقن العمل وهناك من كسل.. والمساواة بين هذا وذاك هو قتل للطموح بالنسبة للمجتهد وعدم تطبيب لجروح الآخر ذي الإحساس المتبلد.. ولن أذهب بعيداً لأضع مجهري على حال التحكيم هذا الموسم فلا أحتاج سوى للعودة للجولة الماضية وأكتفي بضرب مثالين لتدركوا حجم ما نعانيه من رداءة تحكيمية.. فمرعي عواجي مثلا في لقاء الأهلي بالتعاون.. اللاعب وليد باخشوين يتحصل على بطاقة صفراء ومع هذا يقوم في لعبة ثانية بشد فانيلة المنافس بشكل واضح وبدلا من منحه البطاقة الثانية واستبعاده وجدنا مرعي يمارس التغاضي بقرار حتى أصغر حكم بالحواري يخجل عن عدم تطبيقه.. لأنه ببساطة لا يحتاج جرأة ولن يلومه أحد بل هو من بديهيات تطبيق القانون ولا يحتمل أي تفسير ولا يحتاج فتوى خبير.
أما المثال الثاني فبطله الحكم : فيصل البلوي الذي أدار لقاء الشباب بالرائد والذي تجاهل لليوث ركلتي جزاء واضحة كواضح شمس الصيف.. استدعت تذمر مسيري القرار الشبابي فشاهدنا المداخلة الفضائية لنائب الرئيس الشبابي الاستاذ أحمد الكنهل.. واستمعنا لحديث المتحدث الإعلامي الاستاذ عدنان الطريّف إذاعياً.. وهما من اتفقا على أن الحكم كاد يحرم الشباب فوزاً مستحقاً بتغاضيه عن الحق القانوني للفريق الأبيض.. الغريب أن ذات الحكم كان جريئاً قبل أسبوع ومنح الأهلي ثلاث ركلات جزاء أمام الطائي في كأس الملك والمدهش أن اثنتين منها من وحي الخيال.. ومع هذا شاهدناه لم يتردد وهو يحتسب هذا الكم الهائل من الركلات في مشهد قل أن نشاهده.. وهذا التباين الكبير بين تجاهل ركلتين بلقاء واحتساب ثلاث بآخر لا يمكن تبريره حتى لو استدعينا كل نظريات علم النفس ومعادلات الفيزياء.. فالأمر محيّر حد الغرابة.. ولا يمكن صرفه تحت أي بند؟!
فبرأيكم أي منافسة ننتظرها من حكام يعجزون عن تنفيذ أبسط مهامهم في تطبيق القانون.. وتتباين قراراتهم بين لون ولون.. كيف سيكون حالهم عندما يكون القرار مصيرياً والمباراة تلفظ أنفاسها.. فلا أخال أقدامهم ستحملهم لمواجهة الحدث وحتماً ستصاب الصافرة بالبكم.
اتحاد الفشل في أسبوع!
- السجال القانوني بين البابطين عضو لجنة الانضباط ورئيسها السابق مع مسيري اتحاد الكرة حد التوجه للجنة القانونية بالفيفا.. سيستمر طويلاً بسبب غرق الاتحاد بالأخطاء من رأسه حتى أخمص قدميه.. ولم يعتد أن يقف أحد بوجه هذا التيار.. وباعتقادي فإنَّ أكبر المستفيدين من هذا السجال وما سينتج عنه هي الكرة السعودية.. فستكشف الكثير من الحقائق المسكوت عنها والوقائع التي تم دفنها ولم تظهر للعلن.
- كان الجميع يعلم بفضل الله ثم بفضل مصلحة الأرصاد أن هنالك موجة برد قارص ستغزو أنحاء الوطن خلال الأسبوع الماضي وشاهدنا الاستعداد لمختلف الجهات والمؤسسات سواءً بتعليق الدراسة أو تأجيل بعض المهام الليلية لبعض الشركات.. الوحيد الذي لم يتفاعل مع هذه الموجة وكأن الأمر لا يعنيه هو اتحاد الكرة بلجانه.. فأقيمت مباريات كثيرة في المساء وتأثر بسبب ذلك الحضور فضلاً عمّا شاهدناه من معاناة للاعبين والحكام والإداريين من تلك الأجواء.. حتى إن الدكة أضحت في بعض المباريات مستودعاً للبطانيات!
- تأهل أولمبي العراق لأولمبياد ريو دي جانيرو رغم كل ما يعانيه من مشاكل وما يتكبده من ويلات الحروب.. يؤكد أن ما نعانيه محلياً هو أزمة فكر وليست أزمة مال.. فلا يمكن أن يصنع المستحيل من يعجز عن فعل الممكن.. ولذا فلا تثريب على اتحاد الكرة.. فقد بلغ من الكوارث مبلغاً حد عدم لومه.. فالضرب في الميت حرام.