د. أحمد الفراج
كانت عيون أمريكا، ومعها العالم، كلها موجهة صوب ولاية ايوا، وهي الولاية التي أعلنت افتتاح موسم الإنتخابات الأمريكية رسميا، وكان المتوقع، حتى قبل أسابيع قليلة، أن يكتسح المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، والمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، هذه الانتخابات، ولكن، وكالعادة، تأبى هذه الولاية الزراعية الصغيرة إلا أن تقول كلمتها، كما فعلت في عام 2008، عندما فاجأت أمريكا، والعالم أجمع، بانتخاب المرشح المجهول، باراك أوباما، وهو الأمر الذي منحة طاقة هائلة، جعلته يكتسح الجميع، ويفوز برئاسة أمريكا، في نهاية المطاف، وقبل أيام، قالت ولاية ايوا كلمتها، مرة أخرى، وخذلت أبرز المرشحين، دونالد ترمب وهيلاري كلينتون، إذ زفت وجهين جديدين، أولهما هو عضو مجلس الشيوخ المحافظ عن ولاية تكساس، الجمهوري تيد كروز، وثانيهما هو المرشح المستقل، والديمقراطي حاليا، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، برني ساندرز، وهو اشتراكي مستقل، يبزغ نجمه حاليا، وقد خسر بصعوبة بالغة، وبفارق ضئيل جدا، من هيلاري كلينتون.
في الجانب الجمهوري، فاز تيد كروز، وحل ترمب ثانيا، وفي مفاجأة ثالثة، حل بعدهما مباشرة عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا الساحلية، ماركو روبيو، والفائز بترشيح الحزب الجمهوري، تيد كروز، هو محافظ، مثله مثل ترمب، وقد صوتت له جماعات الوعظ المسيحية، وهي التي صنعت الفارق، أما المرشحان، جيب بوش وكريس كريستي، فقد تجاهلتهما ولاية ايوا، وجاءا في مراكز متأخرة، واللافت هو أن الثلاثة الأوائل الفائزين بترشيح الجمهوريين، أي كروز وترمب وروبيو، كلهم محافظون، وكما ذكرنا في مقالات سابقة، فإن كلمة «محافظ « هي اسم الدلع لكلمة «متطرف» أو «عنصري»، ما يعني أن الجمهوريين يصوتون هذا العام كردة فعل «عنصرية» على وجود الرئيس الحالي، باراك اوباما على رأس الإمبراطورية الأمريكية.
في الجانب الديمقراطي، كانت هيلاري كلينتون تتقدم بقارق كبير جدا على المرشح، برني ساندز، ولكن الأخير، ومع مرور الأيام، بدأ يقترب منها، وفي يوم الانتخابات، وفي مفاجأة مدوية، تمكنت هيلاري من الفوز على ساندرز بصعوبة بالغة، وبفارق ضئيل،، وهو فوز بطعم الخسارة، إذ أنها حصلت على نسبة تسعة وأربعين بالمائة وتسعة من عشرة، وحصل ساندرز على تسعة وأربعين بالمائة وستة من عشرة !!، وكالعادة، فبعد نهاية انتخابات ايوا، بدأ العد التنازلي للانتخابات وللمرشحين، فقد انسحب المرشح الديمقراطي، حاكم ولاية ميريلاند السابق، مارتن اومايلي، من السباق، كما انسحب المرشحان الجمهوريان، مايكل هاكابي، وراند بول، وستكون المحطة التالية هي انتخابات ولاية نيوهامشير، يوم الثلاثاء القادم، وهي ولاية هامة، أيضا، مثلها مثل ولاية ايوا، وتحمل الأخبار الواردة من هذه الولاية، واستطلاعات الرأي فيها، أخبارا جيدة للجمهوري دونالد ترمب، وأخبارا سيئة جدا للديمقراطية هيلاري كلينتون، ومع ذلك فقد تحمل نتائج انتخابات نيوهامشير مفاجآت مذهلة، تماما كما فعلت ولاية ايوا، فلنتابع ذلك سويا!!.