فاطمة العتيبي
تمثل المبادرات مواطنة، ومشاركة، وابتكاراً، وتطويراً.. وهي أحد محركات التنمية المجتمعية، وميزتها إنها قابلة للتنفيذ السريع الذي يحقق أهدافها بأقصر الطرق حيث تتحرر المبادرات من ربقة البيروقراطية الإدارية.
وتكمن أهمية المبادرة بأننا نطبّق فيها أوامر الله تعالى وأوامر رسوله بالمبادرة إلى الأعمال الخيرة.
«وسارعوا»، «سابقوا» تدل هذه الكلمات على المبادرة، وجاء أيضاً في حديث صريح للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «بادروا بالأعمال..».
ومن المبادرات التي بقيت في ذاكرة المجتمع السعودي مبادرة سمو الأميرة نورة بنت محمد في تأسيس اللجنة النسائية لرعاية أسر شهداء الواجب، التي تأسست في عام 2006، وذلك في أعقاب موجات الإرهاب التي اجتاحت منشآتنا ومساكننا، واستهدفت مدناً ومناطق المملكة العربية السعودية شرقاً وغرباً، جنوباً وشمالاً ووسطاً، ونال فيها الكثير من رجال الأمن شرف الشهادة، وتيتم أطفالهم، وترملت زوجاتهم، وثكلت أمهاتهم، وفقدوا السند، وأصبحوا من دونه بحاجة إلى من يعوضهم ويساعدهم في تجاوز صعوبات الحياة.
ووجدت هذه المبادرة دعماً ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض حالياً وأمير القصيم سابقاً، وامتد نفعها لأسر شهداء الواجب كافة في المملكة، ووجدت تأييداً من سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، بوصفه كان - ولا يزال - مسؤولاً عن ملف مكافحة الإرهاب.
وعملت اللجنة باجتهادات أعضائها في تيسير حياة هذه الأسر، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتذليل المعوقات التي تعترض حياة أفراد أسر شهداء الواجب، ودعمهم مادياً ومعنوياً.
اليوم والمبادرة في طريقها إلى أن تتحول إلى تشريعات وسياسات عبر نظام يدرسه مجلس الشورى، أجدني أتشرف بأن أقدم الشكر لوعي سمو الأميرة نورة بنت محمد الاستباقي بدورها الوطني والإنساني، وأدعو مؤسسات المجتمع المدني لتكريمها؛ لأنها أنموذج للإنسان السعودي المبادر بالعمل الخيري المتميز. أدام الله عليها توفيقه.