سامى اليوسف
اتخذت اللجنة التأديبية في الاتحاد الأردني لكرة القدم قبل مواجهة الوحدات والاتحاد عدة عقوبات بحق أندية المحترفين، وأحد مشجعي نادي الفيصلي.
وجاء في نص عقوبة المشجع الجزئية التالية: «حرمان مشجع الفيصلي مازن البني من دخول الملاعب لمدة سنة اعتباراً من صدور القرار لقيامه بارتداء قميص نادي الاتحاد السعودي والذي سيلعب أمام الوحدات في الدور التمهيدي لبطولة دوري أبطال آسيا، وهو ما يعتبر تصرفاً استفزازياً المقصود منه استفزاز جمهور نادي الوحدات، كما أن هذا التصرف يؤدي إلى زعزعة الروح الرياضية وتعكير جو مباريات نادي الوحدات بشقيقه الفيصلي مما ينتج عنه احتقان بين الجماهير وشغب في مباريات الفريقين.».
هذا القرار التأديبي الشجاع بحق المشجع المستفز يستحق أن يقابله عشّاق كرة القدم بمزيد من الاحترام، ونظرة التقدير للقيادة الرياضية في الأردن الشقيق التي جاءت بقرار جريء يعزّز القيم الأساسية لمزاولة رياضة كرة القدم، وتعنيق الروح الرياضية، والوحدة الوطنية، ونبذ التعصب الذي يؤدي إلى الاحتقان، ويزرع بذور الكراهية ليحصد الفرقة، والفتنة المضرة للوطن وشبابه.
وبنظرة إلى واقع مشهدنا الكروي، ومدرج كرة القدم السعودية نلحظ، ونسجل، ونسمع، ونشاهد مواقف وصوراً مؤسفة.. تجاوزت ارتداء قمصان خصوم الفرق السعودية إلى استقبال وفودها في المطارات، والدخول إلى مواقعها الإلكترونية لنقل كل صغيرة وكبيرة تخص الأمور الفنية لفرقنا، وتشجيعها جهاراً في المدرج ضد أندية الوطن من خلال ظاهرة «جماهير المسيار»، ونحر الحواشي، وحرق الأموال ليس من مشجعين فحسب، بل من إعلاميين محسوبين للأسف على المهنة والرسالة الإعلامية السامية، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل طال بعض الشرفيين، ثم حدثت الكارثة من بعض الحكام الذين هرولوا للتصوير مع من أساء لسمعة وتاريخ ورياضة الوطن، وأعني بالحكم الياباني نيشيمورا، وذلك إمعاناً في استفزاز مدرج كامل بلا حسيب أو رقيب، ليشكلوا أو يأسسوا رابطة وهمية أسماها العقلاء برابطة «أصدقاء نيشيمورا» ذلك أنهم ساروا على نهجه السيئ للأسف من الظلم التحكيمي وسلب الحقوق وإلغاء العدالة من قاموس تحكيم وقانون كرة القدم.
كل ما سبق حدث بشكل متكرر، وسيحدث بشكل متواصل دون أن تتخذ القيادة الرياضية ممثلة باتحاد كرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب أية تدابير وقائية، أو قرارات تأديبية رادعة تحافظ على الروح الرياضية، وتمنع الاستفزاز والاحتقان، وتنزع فتيل الفتنة، والكراهية التي باتت تضرب مجتمعنا الرياضي بكل أطيافه وفئاته.
في الأردن قضوا على الوحش في مهده، ولدينا يغذّون هذا الوحش حتى يكبر ويلتهم كل ما هو أخضر في رياضتنا..!
وعاد العميد
في الوقت الذي فرحنا فيه بعودة عميد الأندية السعودية إلى المشهد الآسيوي مجدداً من بوابة الملحق هذه المرة، فإننا نُذكِّر الاتحاديين بأن العودة مجرد خطوة أولى في المشوار الآسيوي الطويل، والفرحة الكبرى تتجلّى عند رؤية الاتحاد العريق بتاريخه ينافس بقوة على اللقب الآسيوي أو تحقيقه.
عودة الاتحاد تنعش البطولة الآسيوية بحضور جماهير العميد العريضة، والمميزة بإطلالتها، وأرقامها، وأهازيجها، والتي ستضفي على البطولة ومنافساتها بعداً جميلاً يعزِّز من قيمة وأرقام الحضور الجماهيري للبطولة تماماً كما فعلت الجماهير الهلالية في النسخ السابقة، حيث التميز بالأرقام، واللوحات الفنية من خلال الـ» تيفوهات « اللافتة، والتي حملت في مضامينها رسائل متعددة عكست فكراً ووعياً ناضجاً لمدرج مثقف..
نجدد التهنئة للاتحاديين، وللكرة السعودية بعودة عميدها للمشهد الآسيوي مجدداً.