محمد جبر الحربي
1.
أذكرُ إذْ أتذكّرُ والدَتي قبل الكلِّ
أبي..
ثمّ هنا لا فرقَ
أخي
أختي
تأتيني في الحلمِ كما الحلمِ ابنتُها
تلك الحلوة « بنتِي».
أدعو اللهَ ارحمْ يا رحمنُ.. الموتى.
يا ربَّ الأحياء..ِ الموتى:
هذا القلب الأبيضُ بين يديك
وذا صوتِي.
حتى لو غاب الصوتُ كما غاب الأحبابْ.
وحدي من يجلسُ عند البابْ.
أعرفُ أنّي سأعودُ الطفلَ الخلّاقَ إلى بيتِ الشعرِ
أعود إلى الحقلِ الأولِ
ما يتدرّجُ من خضرتهِ النادرةِ كمنْ غابْ.
تابَ النأي وما تابْ.
والدنيا ترقبُ من عينِ سوادٍ وبياضْ
كيفَ يجودُ على الناسِ بما غرَستْ كفِّي نبْتِي.
أرضَى
والحزنُ قريبٌ كرياضْ.
تزدانُ الأرضُ إذا ما رافقتِ الفألَ النسوةُ يحملنَ الماءْ!
تلك مشيئتهُ..
قد نفتي في شأنِ حياةِ الناسِ وفي الدنيا
لكنّا في شأنِ الموتى نقبلُ..
لا نُفتي!
2.
واليومَ وقدُ آخيتُ مِن الرشدِ أشدَّكْ.
وبلغتُ على دربِ الحبِّ أشدِّي.
قلْ لي
مَنْ يهَبُ الآخرَ نصْحَ العارِف:
رشدُكَ أمْ رشدِي؟!
3.
اليمامُ يقولْ:
بين حلمٍ بنجدٍ..
ونخلِ الحجازِ
المجازُ..
وما يرتجيه الأصولْ.
قالها شاعرٌ ومضى
أسكنَ الأهلَ مهجتَهُ
وامتطى روحه نحو بيتِ القصيدْ
قيلَ لا بيتَ يملكُهُ..
فارتضى النومَ بين الفصولْ.
أمطرتْ بعدهُ..
كلُّ أقواسِ ألوانِها
ثمّ فاضتْ على الضفتينِ كما يفعلُ الطيبون السيولْ.
4.
لا شيءَ ملكي اليوم
لا أنواءَ يتبعُها الفَلَكْ.
إني فقيرٌ معدمٌ
وتقولُ راويةٌ: هلَكْ.
لكن تعالَي
ما الرواةُ
وما السنين لِمَنْ ملَكْ..
قلباً يحبٌّ.. ومؤمنٌ
يرضيه من آخاهُ مقترباً
ويتركُ من ترَكْ!
قومي تعالَي مثلَ شلال العطورْ
وأنا الغنيّ فأشرقي يا فجرُ يا بدرَ البدورْ
هيّا تعالي ملءَ روحي
إنّ هذا القلبَ لَكْ.