سعد الدوسري
أثار خبر الخيمتين اللتين شيّدتهما الشؤون الصحية بجدة على سطح مبناها في حي بني مالك، لغطاً كبيراً في أوساط القراء، إذ اعتبر بعضهم أن المبلغ الذي دفعته الوزارة لقاء تشييد الخيمتين، والبالغ نصف مليون ريال، يدخل في خانة هدر المال العام. واعتبر البعض الآخر أنه من باب استثمار الموارد، فالسطوح لدينا «على قفى من يشيل»، ولكن لا أحد «يشيل»، خوفاً من العبارة السعودية الأكثر شهرة: «النظام لا يسمح».
كان المفروض أن يستفيد موظفو صحية جدة من الخيمتين في مناسباتهم الخاصة، فيستأجرونها لصالح إدارة الموارد الذاتية، الجهة الاستثمارية لهذا المشروع، لكن نشر الخبر قد يؤثر على مسار القصة، وقد يتم «إجهاض هذا المولود» الذي يرى بعض الموظفين فيه متنفساً يستطيعون فيه قضاء أحلى الأوقات، بأسعار قد تكون أفضل من استراحات أبحر وطريق المدينة، حتى وإن أبدت الجهات المختصة في الوزارة وخارج الوزارة اعتراضها على نواحي الأمن والسلامة، فمَنْ، على حد قول موظفي صحية جدة، يلتزم أصلاً بتلك النواحي؟!
الملفت للنظر، أن هناك خلطاً في الأولويات لدى كل دوائرنا الحكومية، وعلى رأسها وزارة الصحة. فبدل أن ننشئ أقساماً للحروق في مستشفياتنا، نهتم بدعم دوري فريق كرة السلة للممرضين الفلبينيين. وبدلاً من أن نبتعث طبيباً مقيماً أو زميلاً، نتعاقد مع شركة زراعية، لتشجير مداخل الإدارة التنفيذية بالقرنفل وملكة الليل والبنفسج.