عبد الله باخشوين
من ((ضياء)) الدين رجب.. لعزيز ((ضياء)) رحمهما الله.. وحتى ((ضياء)) عزيز ضياء هذا الفنان المتميز الذي بدأ رحلته الفنية بتقديم ((قطعة)) فنية بالغة الإتقان تمثل جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز.. وكنا نشاهد ((نسخاً)) منها فى مكاتب بعض الوزراء والمسؤولين.. قبل أن يطل علينا بتصميم هندسي رائع لـ((باب مكة)) الذي يمثل الحد الشرعي المتعارف عليه لحدود ((أم القرى)) مكة المكرمة كما بينه كثير من الدارسين والمتخصصين.
ومن الأديب عبدالله ((نور)).. إلى لاعب الكرة ((النور)) موسى رحمهما الله يأتي اللاعب محمد ((نور)).. أبو ((نوران)) ابنته البكر رعاها الله وحفظها من كل مكروه.
ومن الاستاذة ((شمس)) زوجة الاستاذ الكبير عابد خزندار.. إلى ((شمسان)) لمعدات التصوير.. إلى أغنية : بينى وبينك لأصيل بلفقيه.
ومن أبي ((حكم)) رحمه الله.. إلى ((حكم)) علوان.. شقيق اديبنا المبدع المتميز محمد علوان.. إلى ابني ((حكم)).. الذي لا يعجبه اسمه مطلقاً لكثرة ما لاقى من أقرانه من سخرية وتعليقات.. ليس اقلها: (( ظلمتنا يا ((حكم)) الله يسامحك)) أو ((يا واد يا((حكم)) أهلاوي والا اتحادي.. الامر الذي يسألني باستنكار: ((يعني يا بوية ما لقيت إلا هذا الاسم؟))
فأقول باستسلام ((هذا اسم جدك.. اش أسوي)).
فيواصل باستنكار وهو يشير إلى اخته: ((طيب اسم جدتي ((حميدة)) ليه ما سميت بنتك عليها)).. فتقاطعه وتقول: ((لو سماني «حميدة» كنت انتحرت)).
وطبعاً غضب مني الناقد والمبدع الكبير ((معجب الزهراني)).. لأنني حين كتبت عن روايته ((رقص)) ظن أبا ((توفيق)) انني تعمدت السخرية من اسمه وهو ابن الحمايل وأنا قطعة ((حضرمي)).. ولم يكن الحضارم يغضبون ممن يصف شطارتهم في التجارة بالقول:
- حضرمي بياع عشاه.
وفي الحقيقة انني بدأت الكتابة عن رواية الدكتور ((معجب)) دون قصد.. بل كنت أريد أن اكتب هذا ((الموضوع)) الذي تقرؤونه حول الأسماء أو بعضها.. وعندما ذكرت ((معجب)) تذكرت روايته الجميلة.. فأكملت الموضوع عنها.
غير أني لا أهدف للسخرية من الأسماء بقدر ما تعجبني دلالات كثير منها.. لا أسخر لأنني ولدت ونشأت في حارة العزيزية بالطائف.. وكان ابناء الأحياء الأخرى الذين نتغلب عليهم فى مباريات كرة القدم يسموننا : ((عيال جبل الحبالى)).. وبين أقراني من ابناء الطائف من يحمل أسماء شديدة الغرابة بعضها موروث عن اسم الجد.. والبعض الاخر اطلق خوفاً من الحسد.. وبعضها أطلق كنوع من ((الحيلة)) بعد أن تكون العائلة قد مات لها أولاد فيطلق عليه اسم غريب او قبيح كأنما لصد اسباب الموت عنه.. وأعرف كثيرين قد ذهبوا للأحوال المدنية وغيروا أسماءهم بعد أن كبروا وفتح الله عليهم.
طبعاً هذا غير ((الألقاب)) التي يطلقها أولاد الحارة على بعض اقرانهم وتلتصق بهم حتى نهاية العمر.. حتى انك تسأل عن احدهم فيقول أقرب أصدقائه انه لا يعرفه.. فتقول مستنكراً: ((ياشيخ فلان)) وتذكر لقبه.. فيضحك متذكراً ويسرد عليك كل أخباره.. وأنا كان يطلق علي أقراني لقب: ((شنب البس)).. غير انه لم يلتصق بي بينهم.. لأن مثل هذه الألقاب.. عادة ما تلتصق بأولئك الذين كانوا يغضبون من نعتهم بها.. قبل أن يسلم بها ويكف عن الغضب منها لأنها تكون قد اصبحت ملاصقة له لا حيلة له فيها ولا سبيل للفكاك منها.. وغير هذه الألقاب أو ((النقب)) هناك القاب عائلية شديدة الغرابة، غير ان من يحملها توأم معها. بل ان هناك من جعلها لامعة و مميزة بنجاحة الذي حققه واكسبه تميزاً وخصوصية.
بعد هذا يجب أن أقول إن الأمر اختلط علي فى هذا ((الخرط)) فبعد ان بدأت لقول شيء ما.. تداخلت الأفكار وأخلت بالفكرة الاساسية وجعلتني عاجزاً عن رصدها ومتابعة تحليلها بطريقة منطقية ومقنعة لا تسيء لأحد ولا تدعو أحداً للغضب منها ظناً منه انني أسخر أو اتعمد الإساءة.. لأن هذا الامر بعيد عن تفكيري ولا يتناسب مع قناعاتي.. التي ترى أن الإنسان ابن عمله وفعله وإنجازه الذي تحققه له مواهبه.. وليس الاسم أو اللقب الذي يحمله.