فهد بن جليد
من سواليف المبتعثين أن الخواجات باتوا يربطون بين عبارة (إن شاء الله) والكذب أو التسويف، بسبب (مواعيد عرقوب) التي تعقب هذه الجملة, لأنها باتت أشبه (بالمُخدر اللفظي) ليس في مجتمعاتنا فحسب، بل حتى بعد تصديرها إلى بلاد الابتعاث!.
أخشى أن يتم ترجمة (إن شاء الله) في قواميس الأجانب؟ إلى المعنى التالي: أمر بودي أن يتحقق، ولكنه لن يتم في المنظور القريب، وردد ياليل ما أطولك!.
الصورة النمطية لدينا أن أبناء العم (سام) لا يكذبون، بدليل أن قوانينهم الداخلية في بلدانهم مبنية على الثقة المُتبادلة، ولكن الحقيقة تبدو غير ذلك؟ انظر إلى جُل الأزمات العالمية؟ ستجد أن خلفها (كذب الخواجات) أو عدم إيفائهم بالتزاماتهم أو وعودهم التي قطعوها، الخواجات يُجيدون الكذب على العرب، ولكنهم لا يكذبون على بعضهم البعض، بدليل أن كبريات الشركات العربية بدأت في توظيف (أجانب) لمفاوضة (الأجانب)، ووجدت أن هذا يوفر عليها كثيراً من الخسائر المالية التي كانت تتكبدها عندما يفاوض الموظف العربي (موظفاً أجنبياً)؟!.
من الحقائق التي كشفها لنا التاريخ ونحاول إخفاءها دوماً،أن خلف كذب كل (خواجه) في العالم العربي،(مواطن عربي) آخر!.
كل من ذهب إلى بلاد (الفرنجة) ما بين السبعينات والتسعينات الميلادية،كان يعود بانطباع أن الخواجات (لا يكذبون) مُطلقاً.
في (الألفية الجديدة) ظل (الخواجات) يحافظون على هذه الصورة النمطية إلى حد ما، رغم انفتاح الشعوب على بعضها البعض، ولكن مع الأيام وظهور شبكات التواصل الاجتماعي بدأ الكثير من الحقائق عن (الكذب) في المجتمعات الغربية (تتكشف) شيئاً فشيئاً!.
أغرب ما سمعته هذا الأسبوع، أن أحد المُستثمرين الأجانب في (دولة خليجية)، تعود على كتابة عبارة (إن شاء الله) مُترجمة بعد (بعض البنود)، اعتقاداً منه أنها (لن تكون) مُلزمة؟!. حتماً هناك (عربي) دله على هذه الحيلة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.