ميسون أبو بكر
إلى أن ينتهي مشروع قطار الرياض الذي قد يحل أزمة كبيرة ليس فقط للمقيمين والعاملين بل للمواطنين، إن هم اندمجوا بثقافة استخدامه، إن اتخذنا من مجتمع دبي وأوروبا وأمريكا نموذجاً ناجحاً لاستخدام مثل هذا المشروع الذي حل أزمة الشوارع وازدحام مواقف السيارات، بخاصة أن المشروع سيوفر كبائن للعائلات ومحطات متعددة ومجهزة باستراحات وأماكن انتظار.
إلى وقت الانتهاء من مشروع القطار وتشغيله، سأتحدث عن سيارات الأجرة والتي تستقلها بعض السيدات نتيجة لطارئ كسفر السائق مثلاً أو تعطل السيارة، أو العائلات التي لا تملك سائقاً نتيجة عدم القدرة على تحمل نفقات السائق بدءاً من استقدامه إلى راتبه وتوفير سكن ومعيشة له..
لذا فسيارات الأجرة هي الوسيلة الممكنة للتنقل، وإن لم تكن بشكل تنظيمي من قبل شركات مشغلة، ومكاتب تنتمي إليها هذه السيارات.
اضطررت قبل أيام لأستقل أكثر من سيارة أجرة في اليوم الذي أعرت فيه سيارتي لإحدى الضيفات على المملكة، ولم تكن صدفة أن تكون تلك السيارات سيئة كلها سواء في شكل السيارة الخارجي أو في اتساخها، وعدم كفاءة جهاز التكييف ثم في السائق، حيث أحدهم سائق جديد ولا يعرف الطرق جيداً مما أخذ وقتاً مضاعفاً للوصول للمكان، بعد عناء وجهد وإجراء عدد من الاتصالات.
السائق الآخر شرط مبلغاً ما وهو مبالغ فيه طبعاً، وعندما طلبت منه أن يسير حسب العداد طلب مني مغادرة السيارة، سائق آخر وهو نموذج لكثر لا يحقق أقل شروط النظافة في هندامه ورائحته ومظهره، مما جعل المشوار صعباً وشاقاً ومؤذياً أيضاً.
كان ما شاهدت جزءاً مما سمعت في حوارات كثيرة مع آخرين، هم مضطرون لاستخدام سيارات الأجرة للتنقل، سواء طالبات الجامعة أو الموظفات أو للمشاوير الخاصة، واللاتي سمعت منهن العجب عن ابتزاز السائقين لهن مادياً رغم تحملهن الكثير مما ذكرت سابقاً من عدم كفاءة السيارة ونظافتها ونظافة السائق.
حتى الشركات التي تأتي مركباتها للمنزل عبر موقع المنزل الذي يظهر للسائق حين الطلب واشتهرت كثيراً في السنة الأخيرة؛ فإنني فوجئت أنها تستخدم سيارات الأجرة العادية مع زيادة خمسة ريالات أو عشرة، دون أن يكون لديها أسطول خاص بهيئة خاصة ولون مختلف.
السؤال الكبير؛ أليس من الضروري أن تخصص شركات تكون مسؤولة كل منها عن عدد من السيارات وسائقيها، تحمل كل مجموعة اسم الشركة ولوناً خاصاً بها ورقم هاتف يمكن الاتصال به عند الطلب أو فقدان شيء ما في السيارة، أو الشكوى حين حدوث أي تجاوز من السائق!!!
فكل ما قد تمر به النساء من إشكاليات، وخصصت استخدام النساء لسيارات الأجرة في هذا المقال، لأنهن الأكثر حاجة لها وخجلاً أيضاً من الدفاع عن حقوقهن، يمكن تجاوز هذه الأمور إن كان هناك مرجع للسائق، فحتى اللوحة الموضح عليها هوية السائق مهترئة وتوضع بشكل مهمل ولا تفاصيل مهمة عليها.
هذا من الأمور المهمة لشوارع أكثر جمالاً حين تكون المركبات نظيفة وصالحة للاستخدام، وأكثر أماناً للركاب، وبعيداً عن الابتزاز الذي يمارسه السائق الأجنبي بخاصة أن بعض النساء إلى الآن تتجنب استخدام سيارة الأجرة إن كان السائق سعودي، بدل أن نكون داعمين له بخاصة أنه أصبح لدى سائق الأجرة السعودي وعي وأمانة أكبر وتحمل للمسؤولية ولا أخفيك عزيزي القارئ إنني في الحالات التي أضطر فيها لاستخدام سيارة الأجرة أصر، على أن يكون السائق سعودياً تحفيزاً لأبنائنا وتشجيعاً لهم على خوض غمار هذه المهنة التي لا تحتاج شهادات جامعية ومؤهلات أكاديمية.
الحياة منظومة كلنا نشارك في تحديد ملامحها وكلنا مسؤول على صنع حياة نستحقها.
من آخر البحر
تحييني السنابل في حقول الصبح
وتغني
مطر..
يختال صوت الرعد
تراقصني البروق
لا شيء مثل سعادتي
ضرب الخيال يقينها
وأنا
ككل العابرين على مرايا الماء
ما أنا
سوى ظل تقاعس أن يكون