سعد بن عبدالقادر القويعي
في أول ظهور إعلامي، فَتَح مدير عام المباحث العامة -الفريق أول- عبدالعزيز بن محمد الهويريني، قلبه لحضور ندوة الأمن، والإعلام؛ ليكشف عن أهمية مواجهة ثقافة، شرعت جهات عدة في الترويج لها، وهي: «نشر ثقافة الإحباط، والإرجاف، والتشكيك في مقدرات الوطن، ورجالاته،
وهذا أسلوب خطير يمرر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتطلب منا، ومن المجتمع الوقوف بوعي؛ لمجابهته»، وهي -بلا شك- نتاج تغيرات متسارعة في المجتمعات العربية المحيطة بنا؛ فانعكس ذلك على سلوك، وفكر، وواقع بعض الناس؛ مما سبب نوعاً من القلق المتزايد المبرر، وغير المبرر؛ بسبب التحليلات المحملة بوجهة نظر سلبية، أو من خلال نشر الأخبار الكاذبة، وترديد الشائعات؛ فكانوا -مع الأسف- معاول هدم الأوطان، ونافثوا السموم، وزارعو الفتنة، ومقوضو الانتماء.
إن نشر سياسة الإحباط، واليأس، وسوء النية الموجهة إلى المواطن السعودي من معرفات معينة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تقوم على أساس جعل المواطن يفقد الأمل في الحياة، والتقدم، هو من أخطر أنواع الأسلحة المدمرة؛ للفتك بأي شعب مهما كان عدده، وعدته؛ وكأن الإحباط هدف للنقد، وليس مسؤولية المنتج الحقيقي له؛ فتجد همّهم الأساس تثبيط العزائم، وقتل الطموح، والنقد الجارح.
ثم إن مقدار النقد الكاسح، والجارح، جعل منهم أسرى لثقافة مأزومة، تبحث عن السلبيات، وتفرح بجوانب القصور، وتغتال الطموح، وتقتل الأمل، بل وتشكك في شرفاء الوطن، من قادة،، وعلماء، ورجال عاهدوا الله على بذل كل جهد في سبيل أمن، وأمان، واستقرار الوطن؛ فلم يدركوا قيمة ذواتهم، وأوطانهم، ولم يعوا بُعد مسؤولياتهم تجاه الحفاظ على نعم الأمن، والاستقرار، والتنمية، وإنما ساروا بتلقائية وصلت بهم إلى حد السذاجة نحو ما يسعى إليه أعداء الوطن؛ من إيجاد فجوة كبيرة بين مختلف شرائح المجتمع، وذلك بتركيزهم على نشر السلبيات، والتوسع فيها، وبث الشائعات، والمبالغة فيها.
هناك خيط رفيع بين النقد الذي تحيا به المجتمعات، والانتقاد الذي يجعلها بائسة، ومحبطة، وغير واثقة بقدراتها. وبهذا التفصيل الدقيق يتحقق التوازن المطلوب، والشعور بالطمأنينة بسير وطننا بخطى ثابتة نحو التقدم، والنهضة. -وفي المقابل- سيجعل من المحك الحقيقي لهذا التفريق، هو رد فعل الإنسان على هذه التحديات، والمصاعب، عبر إشاعة ثقافة التفاؤل، والتي ستدفع بالمجتمعات نحو التقدم إلى الأمام، وستحفزهم على العمل، والإبداع، وستدفعهم نحو النشاط، والإنتاج.
سنبقى متفائلين بالثقة العالية بالوطن، والمجتمع، والنفس. وسنرسم صورة صادقة للمستقبل المشرق لهذه المرتكزات الأساس، بما حبانا الله من الاستقرار، ورغد العيش الشيء الوفير، ومن العقول، والمواهب، والقدرات ما نفاخر به الآخرين؛ ولأن بلادنا هي مهبط الوحي، ومهد الإسلام، ومنبع العروبة، وملتقى ثقافات، وحضارات، ومراكز إشعاع العالم -كله- بلا استثناء، فإننا سنجهز على ثقافة الإحباط في طموحنا، وتفكيرنا، وذلك بالخروج من الشكل الخطابي الثقافي، إلى الشكل الوجودي الإنساني المجتمعي الحقيقي، من خلال الاشتغال على ثقافة مضادّة لهذه الأفكار، والآراء.