سعد بن عبدالقادر القويعي
على الرغم من كل أعمال إيران الإجرامية واسعة النطاق، وقدرتها على زراعة الفتن عبر القارات، والتي سجلتها صفحات تاريخها الأسود؛ خدمة لأطماعها الإستراتيجة، والاستعمارية، فقد صعَّدت إيران - في الأيام الماضية - حملتها ضد السعودية في الإعلام الخارجي؛ لإثارة الرأي العام ضد دول الخليج العربي، حيث تجلى الإرهاب، والتطرف الإيراني - هذه المرة - بوضوح من خلال التصريحات، والتهديدات المتواصلة من رموز الفتنة، ومصدّري الكراهية، حيث اتهم - وزير الخارجية الإيراني - محمد جواد ظريف في تصريحه لصحيفة «نيويورك تايمز» السعودية بـ»البربرية»، وأن جميع أعضاء التنظيمات الإرهابية إما مواطنون سعوديون، أو تعرضوا لغسيل دماغ على أيدي الديماغوجيين، الممولين بأموال البترودولار، الذين ينشرون رسائل غير إسلامية من الكراهية، والطائفية.
تستطيع إيران تنفيذ عملياتها الإرهابية، وقدرتها الخبيثة على إنكار المسؤولية - في نفس الوقت -، مما يجعل أفيون السياسة الإيرانية القذرة بارزاً أمام العالم، حتى وإن تظاهر بعكس الحقائق الخفية؛ من أجل بلوغ هدفه الخبيث في سبيل إسقاط الهوية العربية، والإسلامية في المشرق العربي، مع أن ما ينفقه النظام بجُل أمواله، وجميع ثروات بلاده في الخارج، إنما يندرج ضمن سياسته المبنية على الإرهاب، والتفجير، والتخريب، والتدخل في شؤون دول المنطقة، وإن ادعى خلاف ذلك، إلا أنّ الواقع شاهد على تلك الجرائم الإرهابية.
إنّ رعاية الجماعات الإرهابية صناعة إيرانية بامتياز، بل هي أنشط دولة راعية للإرهاب في العالم - كله - ؛ لأنها تعتمد على العمليات الإرهابية؛ لدعم مصالح السياسة الخارجية لدستور جمهورية ملالي قم؛ ولأنها المدانة من الأمم المتحدة، والعديد من الدول، وذلك بإدراج عدد غير قليل من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب، فهي آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب.
« إيران تمارس الإرهاب في كل أنحاء العالم، ولا يوجد مكان واحد على وجه الأرض لم يصل إليه إرهاب طهران»، هكذا خلصت صحيفة «ديلي جورنال» البريطانية في تقرير لها عن إيران، وقالت الصحيفة: «إن كل ما تبديه إيران من حرب، أو عِداء على الأرض، ليس له ما يسنده على الأرض، ولا يعدو أن يكون دخاناً، أو ضجيجاً». ويقول «ماثيو ليفيت» وهو - زميل أقدم ومدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن - : « من بين كافة الجماعات الإرهابية التي رعتها طهران - خلال السنوات الثماني والعشرين الماضية -، لا يوجد من هو أهم بالنسبة لإيران من حزب الله، الذي يحتفظ نشطاؤه بعلاقات وثيقة مع مسؤولي الاستخبارات الإيرانية، وأعضاء فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني المنخرطين بعمق في أنشطة الصواريخ الباليستية، والانتشار النووي، والتسلح في البلاد، وهو ما انصب عليه تركيز العقوبات الأمريكية، وعقوبات الأمم المتحدة».
لا يستطيع العالم إغفال الحقائق حول حقيقة الدور الإرهابي لإيران؛ لارتكابه جرائم ضد الإنسانية؛ فإيران ترعى الجماعات الإرهابية الرئيسة في المنطقة، والعالم، وهي وراء العنف في العراق، وإطالة أمد الحرب الأهلية في سوريا، واليمن. وعند الحديث عن مصادر تهديد الأمن، والاستقرار في المنطقة، فإن دور إيران يبرز - بشكل واضح - على رأس القائمة؛ ما يستلزم فتح ملف إرهاب الدولة الإيرانية في المحافل الدولية، والذي أصبح اليوم مطلباً مشروعاً، بعد أن طغى إرهاب ولي الفقيه الصفوي - وبشكل سافر -، في ظل ظروف قميئة، وبيئة مسمومة بالطائفية.