جاسر عبدالعزيز الجاسر
هل يكفي اجتماع لوزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لوقف الحملة العدائية الإعلامية ضد المنطقة؟.
كيف لنا أن نأمل بنجاح وقف هذه الحملة، وبعض المراكز والجهات العدائية تتخذ من بلدان الخليج العربية ودول عربية شقيقة منطلقاً لها لمهاجمة دول الخليج العربية، وبالأخص المملكة العربية السعودية.
الجيل الجديد من الحروب لم يعد مقصوراً على الجهد العسكري، فبالإضافة إلى هذا تتضافر الجهود الإلكترونية والإعلامية، يتم تكوين تركيبة يوظفها الأعداء لتدمير الجبهة الداخلية بإشاعة الفتن ونشر المعلومة المغلوطة والمسمومة، وقد استثمر النظام الإيراني في هذا الشأن وله في هذا الأمر مئة وعشرون موقفاً إلكترونياً وتسع وأربعون محطة فضائية، تجمع بين التحريض الطائفي والعرقي، وبعض هذه المحطات والمواقع يبث ويعمل في الدول العربية. وإذا كانت لبنان مستباحة من الإيرانيين عبر عميلهم حسن نصر الله، حيث يقوم حزبه عبر مليشياته المسلحة بتوفير الحماية والغطاء السياسي لعمل تلك المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية، تجد المواقع الإعلامية والمحطات الفضائية في العراق مكاناً آمناً لتصدير السموم الإعلامية لدول الخليج العربية، حيث تستقر العديد من المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية الطائفية والعنصرية الموجهة ضد العرب جميعاً، بدءاً من العراقيين العرب إلى دول الخليج العربية، كما أن العراق يحتضن مراكز متخصصة تجمع بين التوجيه الإعلامي المعادي والتدريب الإرهابي، من خلال إرسال التوجيهات للخلايا النائمة المرتبطة بنظام ملالي إيران، وآخر ما أنشئ في العراق وبالتحديد في محافظة النجف، مركز إعلامي استخباري يعمل به بعض العرب الذين سبق لهم العمل في المملكة العربية السعودية، يقدمون برامج ومواضيع، مستغلين معرفتهم بطبيعة البلد وأماكنه الجغرافية وعادات البلد، ليوهموا المتلقين بأنهم سعوديون، ومع أن المواطنين السعوديين يكتشفونهم منذ الوهلة الأولى لاختلاف لهجاتهم وتباين نطقهم مع النطق الصحيح للسعوديين، إلا أن وجود مركز إعلامي عدائي موجه من بلد جار وشقيق، يكشف سقوط ذلك البلد في أتون الاحتلال الإيراني المعروف لجميع العراقيين. أما الذي لا نفهمه ولا نجد مبرراً لاستمراره، هو وجود محطات فضائية معادية لدول الخليج العربي تنشر سموم الفتنة الطائفية، تعد برامجها وتبثها من إحدى دول الخليج العربية كمحطة الأنوار الفضائية التي تؤجج الفتن الطائفية في دول الخليج العربية، وبالذات في دولتي الكويت والبحرين.