سامى اليوسف
نجح المدرب اليوناني دونيس في مفاجأة الهلاليين قبل الأهلاويين بالطريقة التي انتهجها، وطبقاً للزلزال ناصر الشمراني فإن لاعبي الأهلي تحدثوا صراحة خلال سير المباراة بتفاجئهم بالطريقة التي اعتمدها اليوناني أسلوباً للعب فريقه.
يُحسب لدونيس استماعه لصوت العقل والمنطق، واستفادته من كم الانتقادات الهائل، والذي اعترف به الرئيس الهلالي في تصريحاته المتلفزة عقب النهائي، ولعب بالطريقة التي تبرز قوة فريقه، وتلائم عناصره، ومهاراتهم، وكما نشيد بالتغيير الذي لجأ إليه المدرب، فإننا لزاماً، ومن باب الموضوعية، أن نشيد كذلك بانضباطية اللاعبين، وروحهم القتالية التي تجلت على مدار الشوطين، وقبلها نشيد بنجاح الإدارة في تحقيق التهيئة النفسية الناجحة للاعبين، ووضح ذلك بالتركيز العالي، والروح، وكذلك بالتغافل الذي كان عليه اللاعبون ازاء الأخطاء التحكيمية المستفزة لهم من إلغاء هدف صحيح، والتغاضي عن جزائية صحيحة، وعدم طرد قائد الأهلي، والتساهل مع الخشونة، وقتل الهجمات الناجحة لفريقهم بصافرة خاطئة.
السؤال الذي تردد كثيراً في ملعب الملك فهد الدولي، ومن خلف الشاشات بعد المباراة، لماذا غيّر دونيس من طريقته؟، أو متى قرّر تغييرها؟.
جاءت الإجابة على لسان اللاعبين، وفي مقدمتهم النجم سلمان الفرج الذي قال بالحرف: «إن إصابة ديقاو لخبطت أوراق المدرب، وجعلته يغير من طريقته»، وجاءت التفاصيل تباعاً من بقية اللاعبين، كيف أن دونيس اجتمع مع مجموعة المدافعين دون البقية وشرح لهم طريقة اللعب بناءً على مشاهدة أسلوب لعب الأهلي.
بالرغم من أن اصابة المدافع «الوحش» كانت مضرّة له وللفريق إلا أنها جاءت «خيرة» للهلال وجمهوره بأن جعلت دونيس يستفيق، ويصحح من الوضع الفني، ويعيد الأمور إلى نصابها، لكن هذه الفرحة الهلالية بالصحوة الدونيسية لم تكتمل فصولها تماماً، إذ مالبث أن عاد إلى سابق عهده، وسحب لاعبيه مخففاً من عبء الدفاع الأهلاوي ليدعم دفاعاته على حساب وسطه، وهجومه ليترك الحبل على الغارب لخصمه يهدده من جميع الزوايا، وكان للأخير ما أراد بإحرازه هدفاً أول كان اليتيم من حسن حظ اليوناني.
التغييرات التي أجراها المدرب دونيس جعلت من الجماهير الهلالية تضع أيديها على قلوبها خوفاً من أن «عودة حليمة لعادتها القديمة» في معترك مباريات الدوري، ودوري آسيا.
لكن مبدأ الإنصاف يجبر الجميع على الإشادة بالطريقة، والتشكيل الذي بدأ به السيد دونيس على آمل اعتماده، قبل أن نقول : شكرًا ديقاو !.
وجه السعد وهوامير المدرجات
من أسرار حب المدرج الهلالي الكبير «هوامير المدرجات» لوجه السعد الأمير نواف بن سعد أن سموه يحترم المشجع الهلالي ويعتبره «نمبر ون» في الهلال، أو الخط الأحمر الذي لا يقبل بالتجاوز عليه، أو الإساءة له، وهذا من التقاليد الهلالية العريقة التي أرسى دعائمها مؤسس الزعيم «شيخ الرياضيين» عبدالرحمن بن سعيد ، وسار على نهجه الأمير عبدالله بن سعد رحمهما الله.
فالأمير نواف يضع المدرج الهلالي دوماً في اعتباراته، ويستأنس برأيه، ويعتد به، وينظر لهذا المدرج على أساس أنه السند بعد الله، ثم من بعده أعضاء الشرف .. يعمل بسببه 24 ساعة، ويجتهد من أجله، ولا يذكره إلا بخير.
هذا هو سر التميز، والحظوة التي يلقاها «وجه السعد» عند الهوامير، فالحب متبادل، والعلاقة مبنية على أن الكل يعمل لهدف واحد وهو الهلال ، وعلى أساس قاعدة متينة «احترم لكي تُحترم».
أخيراً،،،
قال شيخ الرياضيين ومؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله ذات يوم: «من لا يثق بالهلال لا يستحق تشجيعه».