عبدالله العجلان
لأن الكثيرين من نقاد ومحللين تحدثوا فنياً عن عوامل فوز الهلال ببطولة كأس سمو ولي العهد، وأسباب خسارة الأهلي، ولكوني كذلك لست بارعاً في تناول التفاصيل الفنية الكروية والخطط والأفكار التكتيكية للمدربين، سأكتب عن معطيات ومحفزات أخرى ساهمت في تحقيق الهلال البطولة، وفي الوقت نفسه عن مثبطات أحبطت الأهلي، وأربكته، ومنعته من المحافظة على لقبه..
فاز الهلال، وظهر في النهائي بمستوى مبهر وأداء متقن في وقت رأى الجميع فيه، بمن فيهم أكثر المتفائلين، أن خسارته من التعاون ستلقي بظلالها، وتؤثر سلباً على عطائه في المباراة؛ لأن إدارته بقيادة الخبير المحنك الرئيس الأمير نواف بن سعد استطاعت أن تتجاوز آثار الهزيمة، وتعيد الثقة للاعبين، وقبل ذلك للمدرب دونيس الذي تعرض مؤخراً - وتحديداً بعد لقاء التعاون - لانتقادات شديدة. ومن استمع لإجابات دونيس في المؤتمر الصحفي قبل المباراة، وكذلك لتصريحات الأمير نواف بن سعد بعد إحراز البطولة، سيكتشف أن هناك عملاً إدارياً غير عادي، نقل الفريق في فترة وجيزة إلى أجواء أكثر هدوءاً واستقراراً، ساعدت على تهيئته نفسياً، ورفع معنويات لاعبيه، كما وفرت للمدرب الظروف الداعمة له لتطبيق أفكاره واختيار التشكيلة المثالية والطريقة المناسبة للمباراة.
في المقابل، خسر الأهلي رغم أنه كان مرشحاً للفوز بالبطولة؛ لأنه لم يقدم في المباراة المستوى الفني الذي يؤهله لتحقيقها، بل إنه عجز عن مجاراة تفوُّق الهلال، لدرجة أن المشاهد أيقن أن النتيجة حسمت للهلال مبكراً لا محالة. وفي تقديري، إن لهذا الهبوط أسبابه غير الفنية، التي من أبرزها أن الكثير من المقربين والإعلاميين الأهلاويين كرروا أخطاءهم نفسها في التعامل مع مثل هذه المباراة المهمة والحساسة، حينما مارسوا التنديد والتشكيك في كل شيء ما عدا مدرب ولاعبي وإدارة الأهلي، وتفرغوا للحديث عن وجود مؤامرة هلالية تُحاك ضد الأهلي، شارك فيها الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد الكرة والأمين العام ورئيس لجنة الحكام ورئيس لجنة الاحتراف، وهي امتداد للتوجه نفسه الذي ظل مسيطراً على عقول وفكر إعلاميين، شكلوا رأياً سائداً واقتناعاً تاماً بأن الأهلي كان - وما زال - مستهدفاً. وليت هؤلاء ومَن يؤيدهم سألوا أنفسهم: لو كان الأمر كذلك فلماذا بقي الأهلي طيلة المباريات السابقة في الموسمين الأخيرين بلا خسارة؟ ماذا يقولون بعد أن شاهدوا التحكيم في النهائي يقف معهم، ويحرم الهلال من مضاعفة النتيجة؟ أين هم من انتقاد عمل الإدارة وأخطاء المدرب والتراجع الفاضح لعدد كبير من لاعبي الفريق؟
للأهلاويين والهلاليين ولكل مسيري ومحبي الأندية السعودية أقول:
لا تهدروا أموالكم وتضيعوا تعبكم وجهدكم، ولا تورطوا أنفسكم وتقتلوا أحلامكم بالاستسلام لخزعبلات المرجفين. ناقشوا واهتموا وافهموا وعالجوا أولاً أخطاءكم بدلاً من الانشغال بأوهام أو بقضايا لا وجود لها، وأخرى يستحيل حلها. لا تجعلوها مبرراً لاستهتار وتخاذل لاعبيكم وإخفاقات مدربيكم.
وأختم هنا بمقولة جميلة مختصرة ومعبرة للزميل خالد الدلاك، أكدتها أحداث المباراة النهائية: (الحكم الضعيف لا يهزم الفريق القوي).
من الآخر
> أولوية إحراز كأس سمو ولي العهد (سيف الأمن) الأمير محمد بن نايف منجز هلالي مختلف جدير بالاحتفاء، وإضافة جميلة لبطولة غالية في توقيتها، زادت وزينت بطولاته الـ57.
> بهدوئه وعقلانيته وطريقة إقناعه ومنطقية تصريحاته يثبت الأمير نواف بن سعد يوماً بعد آخر أنه رئيس متمكن، وقائد فذ، تحتاج أنديتنا ورياضتنا لمثله كثيراً..
> تميز وتفوق المدرب دونيس على جروس بعنصر المفاجأة.
> بدا واضحاً على لاعبي الأهلي سوء الإعداد والتهيئة، والتأثر بالأجواء الإعلامية المحتقنة الصاخبة الساخطة..!
> في الأندية إعلاميون لم ينفعوا أنديتهم بقدر ما سخّروا أقلامهم لمصالحهم وتسجيل مواقف شخصية لهم على حساب أمانة ومصداقية مهنتهم..!
> أول خطوات التصحيح ونبذ التعصب أن تعترف بقوة وتفوُّق وأحقية منافسك.