علي عبدالله المفضي
لو تحدث المبدعون بشفافية عن عشقهم وعلاقاتهم الحميمة بهن لذاب القراء شجنا وأصيبوا بالعدوى، وربما تمنوا رؤيتهم ولو بالصورة، وقد تتحقق تلك الأمنية، ولنا أن نتصور المبدعين والشعراء، خاصة حين يتدفقون بوحا وهم في حالات رقيقة من المناجاة والهمس الحالم في خلوة لا يعكر صفوها عاذل أو مُتطفل، لذا فإن اختيارهم الدقيق لوقت لقاءاتهم بهن حين تنام العيون ويعم السكون ويتسرب دفء المشاعر إلى المكان ويطير العاشق فرحا وغبطة بذلك اللقاء الساحر.
وقد يبحث الشاعر حين يصبح عمن يبوح له بسر ليلته وآثار لقائه تبدو واضحة على قسمات وجهه الذي يضج بالضياء والسعادة والابتسامة الصافية، وقد لا يكتفي بالبوح لصديق واحد فقط، فما إن يتمكن من لقاء أكبر عدد من الأصدقاء الذين يتعطشون دائما إلى سماع أخباره مع غاليته، ويلحون عليه بذلك وهو في حالة لا تحتاج إلى إلحاحهم إذ إنه يترقب رؤيتهم لاطلاعهم على نتائج لقائه بها.
لحظة أحبتي فلست في حالة سرد أسرار الشعراء والمبدعين إنما أتحدث عن عشق الشاعر لورقته التي يكتب عليها ويترك لمشاعره حرية البوح لها وحفظ أسراره التي نستمتع كقراء حين نطلع عليها وتصبح قطعة فنية تزداد قيمتها بتقدم العمر وتعاقب الأيام.
وقفة لـ/نايف صقر:
الموت حظ القلم والمجد للدفتر
حبر القلم غلطتي وايامي اوراقي