ميسون أبو بكر
لن أكتب بضغينة تجاه بلد نحمل له المحبة، ويحمل ذكرياتنا، وعلى أكتاف جباله وفي عروق مدنه وقرب بحره استودعنا الله بيوتا لنا وأموالا وأرواحا تركناها نأيا بأنفسنا عن الفوضى وعدم الاستقرار والأمن التي يعانيها لبنان، لبنان الذي تزعزعه الفوضى السياسية وخنجر حزب الله في قلبه الذي تجرى له عمليات إنعاش دائمة ونقل دم كي لا يفارق الجمال والحياة.
لبنان الذي يقبض شبح حزب الله على خناقه، الحزب الذي له أجندة فارسية ويتخفًى تحت العمائم الإيرانية وينطلق بميليشياتها من قلب لبنان لجاراتها في المنطقة في محاولة رسم خارطة شرق أوسطية جديدة بالحبر الإيراني، هو حليف النظام الفاسد في سوريا الذي عاند قدر الشعب وإرادته في اختيار رئيسه وأبقى على سدة الحكم سفاحا يسفك بآلياته الحربية ويدمر مدن التاريخ في سوريا.
بعد أن كان داعش بدأ في العراق ونبت هناك كنبت شيطاني في حضن غفلة العالم عن العراق التي وصلت لها أذرع نظام الملالي وفرقت الشعب شيعا ومذاهب وغذت داعش فرأينا عجبا؛ يخرج على منابر المساجد خليفة الولي الفقيه أبو بكر البغدادي بسيناريو هزيل واجترار شخصية غير مقنعة من التاريخ ليرعبوا بها الشعوب العربية التي أدركت فداحة اللعبة القذرة التي تحاك ضدها، ولم يوال الوالي المزعوم إلا شرذمة من المرضى النفسيين وأولئك الذين جندتهم إيران ليكونوا أحزابها في عمق وطننا العربي؛ وليس ببعيد عن صورة البغدادي صورة نصر إيران الذي بين فينة وفينة يخرج عبر قنواته الإيرانية في الأرض اللبنانية بعمته وعباءته الإيرانية يوجه سخطه إلى المملكة متهما إياها بالإرهاب معتبرا دفاعها عن الشرعية اليمنية وحقوق الشعب السوري تدخلا وإرهابا بينما أياديه وحزبه غارقة في الدم والمخدرات وداعش.
وَيَا لبنان.. باريس الشرق.. أو سويسرا الشرق.. تلك البقعة الصغيرة من العالم التي يتموّج من سمائها الصوت الفيروزي الذي أصبح علامة فارقة لذاك البلد الذي يعيش الفوضى بكل أوجهها وأبعادها، بلد بلا رئيس ولا اتفاق، يرأسه الفساد والحزب الذي يجعل منه قاعدة ينطلق منها لجيرانه في المنطقة وقد جعل من هذا البلد معتقلا لأفكاره وأطماعه، وبدل أن يكون قبلة السياح وعشاق لبنان صار مقبرة لأحلام أهله ومحبيه، فلا عجب أن تخرج المملكة ثم تناصرها شقيقاتها في الخليج على وقف المساعدات للبنان؛ حيث في ظل مصادرة حزب الله لإرادة الدولة اللبنانية والمواقف المناهضة وغير اللائقة للبنان على المنابر الدولية استوجب قرار المملكة في إيقاف الدعم.
المملكة التي تقود العاصفة في جنوبها والرعد في شمالها، لها حزم تمارسه ضد المتخاذلين المجيّرين لأعداء عروبتهم، وكلنا المملكة في حزمها وعزمها وقرارها الذي طال انتظاره.
كتبت هنا بدافع العتب لبلد لطالما عشقتاه ثم غرس في ظهورنا خنجر التخاذل والخيانة والنأي بالنفس عن مواقفنا وقضايانا العادلة والتي ساندنا فيها القريب والبعيد.
نرفع أكفنا إلى الله بالدعاء للبنان أن ينهض كالفينيق من تحت الرماد وأن يتخلص من أغلال الشيطان الذي قيده بها فنأى به عن الحق.
من آخر البحر
لي بيت من الذكرى هناك على كتف الجبل
تطوقه أشجار الأرز
وغيمات مقيمة.. وينابيع دافئة
أبحث عن بيروت
عن امرأة تطل الشمس من أهداب عينيها
أعزف لها قصائدي
وأنام معها على وسادة واحدة